قالوا وقالوا ثم زادوا ، من ان توافق تحالف انقاذ وطن مع تحالف الاطار التنسيقي على تمرير قانون الامن الطارئ الغذائي والتنمية مجتمعين ، انما كان بوابة لمدخل تشكيل حكومة توافقية فيما بعد وان الصدر سيتنازل عن مشروع حكومة الأغلبية السياسية او الوطنية التي طالما نادى بها ..الصدر اليوم يفاجئ الجميع ويعلن في خطاب له متلفز من انه مصر وبثبات لا يتزحزح عن موقفه السابق في تشكيل حكومة الأغلبية بعيدا عن التوافق والتبعية .فهل سيستمر السيناريو هذا الى ما لا نهاية وكيف ؟الصدر دعا نواب كتلته لتقديم استقالتهم في الحنانة وفعلا توافدوا الخميس على مدينة النجف الاشرف وتحت إجراءات امنية مشددة خوفا من توافد اتباعه الى مقر اقامته .” اما ان نكون في المعارضة او ننسحب من العملية السياسية ” , خياران لا ثالث لهما وضعهما الصدر امام الكتل السياسية فهو اما معارضا لحكومة يستطيع تحالف الاطار تشكيلها او منسحبا من العملية السياسية نهائيا ؟؟نحن نرى ان انسحاب الصدر غير وارد في اجندته الحالية قدر انه أراد اجراء اختبار تدميري على عينة الاطار داخل مختبر الحنانة , فالانسحاب معناه تصنيع فراغ داخل معمل العملية السياسية ومنه سيحاول مهندسو الاطار ملء (الفراغ المُصَنَّع ) بعمال مهرة دربوا داخل معاملهم السياسية وهذا امر مستبعد خصوصا والصدر اليوم لم يعد يملك القرار بمفرده فأمامه شركائه من السنة والكرد ولهؤلاء لابد وان يكون لهم رأي في أي قرار يتخذه سماحته .مناورات الصدر حتى تشكيل الكتلة الأكبر والتي بحقيقتها وكما اوضحنا بمقال لنا قبل شهور من انه شيشكل ” كتلة شبه كبرى وحكومة شبه اغلبية ” .الطارئ الجديد الذي حدث في توافق الصدر مع ما كانت ايران راغبة تحقيقه في ان ( يصوت تحالفه على قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل ) كان ان عزز تلك القناعة وسيكون له بعد هذا اختيار الكتل والشخصيات الذي يرغب انضمامها اليه ويستثني اخرى ولو ( ظاهرا ) ككتلة دولة القانون , بمعنى ان المالكي لن يخرج خالي الوفاض وسيزج بأعضاء تابعين له لشغل منصب وزاري هنا ومنصب بدرجة وزير هناك وعدد من وكلاء الوزارة في موطن اخر من مؤسسات الدولة وان لم يرتضِ الصدر ذلك فعليه على اقل تقدير الإبقاء على شخص المالكي وعنوانه وقيادته لعدد من الأحزاب وعدم فتح ملفات الفساد التي تطال شخصيات تابعة له او حتى غض البصر عن ملف سقوط الموصل وحيثياته وأيضا عدم ملاحقة فصائل بعينها تابعة له او تلك المدعومة من قبل ايران دون التحرش بكتائب حزب الله العراقي لكنه حتما سيطيح بمجاميع مسلحة وهي ان اتخذت مسميات عدة كـ ” ربع الله , جماعة أبو جداحة , اهل الكهف , وو غيرهم ) وهنا فالصدر بطريقة او بأخرى انما أطاح بفصائل تابعة لحزب الله العراقي في نهاية الامر .هناك رأيا اخر لابد النظر اليه وقراءته بشيء من التحليل والذي يقول ان الصدر اخذ استحقاقه من قانون تجريم التطبيع بالموافقة على تمرير قانون الامن الغذائي الطارئ ونرى الرأي هذا على ما فيه من صحة الا انه سرعان ما تهافت بعد خطاب الصدر اليوم .فلا يمكن للسيد الصدر ان يضحي بمشروعه من اجل تمرير قانون ربما يستطيع تمريره حال تشكيل الحكومة وبمضمون الموازنة الاتحادية .ضرب محافظة أربيل يأتي هو الاخر ضمن أوراق الضغط التي يحاول الاطاريون استخدامها ضد الزعيم الكردي مسعود برزاني والتي جاءت قبل يوم واحد من الزيارة المزمع ان يقوم بها القيادي بالاطار هادي العامري الى أربيل الجمعة , فهل ستنجح لعبة العصا والجزرة مع قيادات الإقليم لتثنيهم عن تحالف الصدر ؟ لا اظن ذلك وحسب ما خرج من بيانات ادانة واتهام شبه صريح لإيران من انها تقف خلف هكذا هجمات عبر فصيل من فصائل كتائب حزب الله وهذا معناه ان الكرد لا زالوا على ذات الموقف من التحالف الثلاثي .اضف لذلك ان هناك بات ما يشبه التوافق بين البارتي واليكتي حول منصب رئيس الجمهورية وحال حصل ذلك فان اليكتي سوف ينضم دراماتيكيا الى تحالف انقاذ وطن وهنا تكون سياسية البارتي نجحت في إصرارها المكذوب على منصب الرئيس حتى جاءت بحزب الاتحاد الكردستاني الحليف للاطار لصفه بعد ان رفعت عنه الحراجة في ترك التحالف بحجة نيل الاستحقاق الرئاسي له وكما جرى عليه العرف السائد من ان يكون منصب الرئيس من حصة اليكتي .حتى الساعة الرابح الأكبر هو الحلبوسي فهو قد حظي برئاسة المنصب التشريعي للبلد ولذا لا هناك قوة تستطيع ثنيه عن مشروع الأغلبية ومنه نرى ان لا هناك من ضغوط كبيرة باتت تمارس عليه سوى تحريك الجيوش الالكترونية وكشف عددا من ملفات الفساد الصغيرة وبمجملها لن تجعل منه يغير من مواقفه .زعيم تحالف السيادة الشيخ الخنجر الذي مورست بحقه ضغوطات كبيرة بداية انضوائه تحت خيمة الإنقاذ هو الاخر اصبح في حل من ضغوطات الاطاريين فما عاد لهم مزيدا من أوراق الضغط اتجاهه وان حصلت هي الأخرى لن تشكل فارقا كبيرا في مديات التأثير المنشود , ويبدو ان الاطار اكتفى بما فعله من شرخ صغير في السيادة الذي نتج عنه خروج كتلة مثنى السامرائي بعدد لا يتجاوز التسعة أعضاء .الحكومة ستتشكل خلال شهر ونصف من الان , وربما بعودة الشيخ العامري من أربيل حاملا معه بشرى مبادرة جديدة كان ان خطط لها بعناية من قبل التحالف الثلاثي كحفاظ لماء الوجه لزعامات الاطار حينها سيكون بمقدور السيد الصدر تشكيل تحالف ( شبه الأغلبية ) ومن ثم الحكومة ستكون حكومة شبه اغلبية هي الأخرى وسنعلم حينها أي طرف من اطراف الاطار التنسيقي سيقفز الى مركب التحالف الثلاثي ومن سيبقى منهم في مركبه الام .
* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *