08 Jun
08Jun

لا شك أن الضرر الذي ألحقه تدمير سد نوفا كاخوفكا يعادل إلى حد كبير الآثار التدميرية لقنبلة نووية تكتيكية صغيرة الحجم مع إقتصار أضرارها على التضاريس الأرضية وقد تبادلت روسيا وأوكرانيا الإتهامات واتهم كل منهما الآخر بإحداث هذا الدمار الواسع ،وقدم كل منهما أدلته لإقناع الرأي العام العالمي ببرائته مما حصل ،وقد تكون أدلة الطرفين مقنعة بعض الشيء للآخرين مع تفوق ملحوظ للماكينة الإعلامية الغربية التي تحاول تضليل الرأي العام منذ بداية الحرب وتسعى لإظهار أوكرانيا على أنها الجانب المنتصر بينما الموقف العسكري على الأرض يتحدث بغير ذلك برغم الدعم غير المسبوق والمشاركة الغربية الواسعة في هذه الحرب ،وإخفاقها أمام التفوق العسكري الروسي حتى الآن ويبدو أن كرة الدعم الغربي آخذة بالتدحرج مع تزايد اخفاقاتها من خلال التلويح بتزويد أوكرانيا بطائرات إف ١٦ الهجومية وبصواريخ ومدافع بعيدة المدى إضافة إلى الدبابات الألمانية والبريطانية والأمريكية التي كان قد أعلن عن إرسالها في وقت سابق إستعدادا للهجوم الأوكراني المضاد ،والذي قد لا يحدث على الإطلاق وسيقتصر الهدف من إستمرار الحديث عنه على إرباك روسيا لثنيها عن أي هجوم لإسقاط العاصمة كييف ،وإلقاء القبض على القيادة السياسية فيها قبل فرارهم ،فروسيا دولة عظمى لم تستخدم إلا الجزء اليسير من قواتها وأسلحتها الفتاكة القادرة على إسكات ثرثرة أي عاصمة غربية فاقدة للإستقلال السياسي ولأية معايير إنسانية أو حتى ديموقراطية حقيقية.
واذا كانت روسيا هي من دمرت السد كنوع من الخطط العسكرية الرامية لتحييد هذه الجبهة لتعزيز بقاء باقي قواتها وتمكينهم من زخم أي خطة هجومية مستقبلية يكون تنفيذها مريحا دون الحاجة لتأمين حماية للجبهة المنكوبة والأخطر من ذلك وأتمنى على الغرب أن يقرأ الخط الممحي فيه فإذا كانت روسيا هي من فعلت ذلك فهذا يعني أن روسيا العظمى أصبحت جاهزة أكثر من أي وقت مضى لإستخدام السلاح النووي في هذه الحرب وتحويلها إلى حرب نووية تسكت دبابات وطائرات الغرب ،وتضعهم في موقف العاجز عن أي ردة فعل لأن أي ردة فعل نووية ستفرض على روسيا إحراق مصادر النيران في تلك الدولة وتدميرها كما حصل في هيروشيما.

لذلك أصبح الموضوع خطيرا جدا وينبغي أن لا ننظر لتفجير السد بدون تلسكوب يستطيع قراءة الأفكار الروسية قبل تنفيذها فقد ننتقل إلى مشارف تنفيذ العقيدة النووية الروسية بشكل مباغت مع حصول أي تهديد جديد للمدن الروسية بطائرات ال إف ١٦ التي لن تجد مدرجا لها تهبط عليه أو تقلع منه ما لم تستخدم بشكل سري أراضي غربية محاذية كبولندا الصغيرة التي قد تختفي من الوجود كفرق حساب نتيجة لإعتلال سياسات الدولة الخارجية ولعب دور لا يتناسب مع حجمها.


* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *
 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة