تحليلات كثيرة نشرت عبر وسائل الإعلام تتحدث عن أسباب تحطم مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وجميعها تجزم بنتائج ليس لها وثائق تؤكدها مثل وجود مادة مغناطيسية أو استهداف للطائرة أو أجهزة وتطبيقات تجسس موجودة عبر هواتفهم النقالة. يرى مراقبون إيرانيون أن عمليات التجسس هي الأكثر جزماً بحكم وجود تجارب قديمة لإمريكا واسرائيل لاختراق البلاد أمنيا وأن الاغتيالات التي طالت عددا من علمائها النوويين والمعلومات الحساسة التي يتم تسريبها عن برنامجها النووي توحي بوجود جبل من الجواسيس ليس وليد اللحظة، وقد أظهرت نتائج الأبحاث والتحقيقات، التي أجرتها شركة “كاسبرسكي” الأمنية حول استخدام برامج التجسس في الهواتف الذكية، أن إيران تتصدر قائمة الدول التي يكثر فيها ضحايا برامج التجسس في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. وتشير برامج التعقب إلى البرامج التي ترصد حركة المستهدف عن طريق تثبيتها وتشغيلها على جهازه المحمول أو جهاز الكمبيوتر الخاص به، حيث ترسل بياناتها إلى الشخص الذي يقوم بالمتابعة والرصد، وتتمتع هذه البرامج، التي يتم تثبيتها على جهاز الضحية دون موافقته ومعرفته، بقدرات تجسس متنوعة، ويمكنها التنصت على أشياء مثل المواقع والصور ومقاطع الفيديو والرسائل المتبادلة. هذه البرامج جعلت العديد من الدول تتخذ خطوات مسبقة لحظرها والامتناع عن استخدامها ، فالولايات المتحدة حظرت تطبيق الوسائط الاجتماعية الصيني TikTok وسط تقارير عن التجسس وتبادل البيانات الحساسة مع النظام الذي يقوده الشيوعيون في الصين، إذ تخشى إمريكا أن يشكّل التطبيق وسيلة لتجسس الحكومة الصينية على بيانات الأميركيين، أو أن يكون له تأثير في الانتخابات الأميركية كما أنه يشكّل خطراً على القاصرين. وعلى نفس النهج حظرت الهند في عام 2020 العديد من التطبيقات الصينية بسبب مخاوف أمنية، وذكرت مصادر حكومية هندية إن البيانات التي جمعتها التطبيقات الصينية سمحت “لعناصر معادية للهند وسلامتها وأنشطة تضر بالأمن القومي وتبعت بعض الدول خطوة الهند في وقت لاحق الدنمارك وبلجيكا وفرنسا وتايوان والاتحاد الأوروبي كما حظر الاتحاد الأوروبي التطبيق على هواتف موظفيه كإجراء للأمن السيبراني ، وفي عام 2023 حظرت فرنسا قائلة إن التطبيق الصيني يفتقر إلى مستويات كافية من الأمن السيبراني وحماية البيانات ومن أجل ضمان الأمن السيبراني لإداراتنا وموظفينا المدنيين، قررت الحكومة حظر التطبيقات الترفيهية مثل TikTok على الهواتف المهنية لموظفي الخدمة المدنية. تسمح عمليات الوصول هذه للتطبيق بجمع مجموعة واسعة من المعلومات وربطها بهوية المستخدم وينطبق هذا، من بين أمور أخرى، على المعلومات المتعلقة بالموقع وجهات الاتصال وبيانات المتصفح، و عادةً ما يمنح المستخدم أيضًا إمكانية الوصول إلى ميكروفون وكاميرا الجهاز المحمول. وقال ديميتار ليلكوف، كبير مسؤولي الأبحاث في مركز ويلفريد مارتنز للدراسات الأوروبية ومقره بروكسل، إن بكين تستخدم التكنولوجيا لتسريع الدعاية ضد الحكومات الغربية، وتعزيز معاداة الوطنية وعدم الثقة تجاه الديمقراطية. وأنه لاينبغي أن نسمح لمثل هذه المنصة بالوصول دون عوائق إلى مواطنينا، في حين أن لها صلات مباشرة بالحزب الشيوعي الصيني وملزمة بموجب قانون الأمن القومي الصيني بالتعاون مع الدولة.
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"