وكأنّي أبحثُ عن شي ءٍ مفقود ٍ لا أتذكّره لكنّي أذكرُ أنّي كنتُ أفتشُ في الكون اللّامحدود … شغفٌ يدفعُني منذ سنينٍ وكأنّي والدةٌ تبحثُ عن مولود .. فكّرتُ كثيراً قلتُ لعلّي واهمةٌ .. هو محضُ شعورٍ بالفقدان .. لكن شعوري عاد قويّاً … جمرٌ مسَّ فؤادي فجفلتُ .. ودارت بيْ الأرضُ مراراً… إذ ذاك استيقنتُ بأنّي مَنْ ضاعَ وأنّي أبحثُ عنّي … أمسكتُ برأسي وكأنّي أمسكُ ريحاً.. ووضعت يدي فوق جبيني ظلّت فارغةً .. فذُهِلت .. إذ ما كان سواي بثوبي ! عاودت البحث سألتُ كثيراً … قالوا : أنت ِ هنا في بغدادك من عشرينَ ونيّف .. ما غبتِ وما جفَّ مدادك أنتِ هنا في قلبِ عراقك .. إذ ذاك استوقفني المعنى تبقى الرّوحُ رهينةَ موطنها الأوّل .. إن تنأى مجبرةً لابدّ تعود أو تبقى في الغربةِ تمثال جليد .
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"