08 Jun
08Jun

-1-
روي عن الامام الجواد (ع) أنه قال :
« لا تكن لله وليّاً في العلانية وعدواً له في السر «
من معدن العلم ومنبع والسداد ومن نفس زكيّة صانها الله وطهرها من كل دنس ، وجعلها حجةً ومناراً للعباد ، تصدر هذه النصيحة الفريدة من الامام الجواد (ع) حرصاً منه على أنْ تكون نفوساً سلميةً من الأمراض، نقيةً من الأدران ، قويّة في مصداقيتها الأخلاقية ، بحيث لا تتناقص مواقِفُها ولا تتعارض مساراتُها ومداراتها بحال من الأحوال ، وتبقى ثابتةً على النهج السويّ والصراط المستقيم .
-2-
انّ الازدواجية المقيتة هي مشكلة المشكلات في كل عصر ومكان .
وما أكثر مَنْ لبس عباءةَ المُتقين وليس له مِنْ غَرَضٍ الاّ اصطياد المنافع والمكاسب ، مُظهراً نَفْسُهُ من القديسين فيما هو من الأبالسة الدجالين ..!!
-3 –
وقد ابتلي العراق الجديد بالعديد مِنْ هذه النماذج الوضيعة التي وصلت عبر التستر بالدين الى مواقع ومناصب مهمة فلم تَصُن الأمانة ولم تستفرغ وسعها الاّ من أجل مصالحها الخاصة ضاربةً مصالح البلاد والعباد عَرْضَ الجدار .
-4-
وقد يصحّ ان يقال بأنّ معظم من نهب الثروة الوطنية العراقية واحتال ومارس أبشع الوسائل للاستحواذ على المال العام هم من هذا الطراز .
-5-
والكثير ممن يلعن الفساد والفاسدين ويندد باللصوص والسرّاق ليس في حقيقتِهِ الاّ واحداً من اؤلئك الذين تتناقض أفعالهم مع أقوالهم وتتعارض ظواهرهم مع بواطنهم .
-6-
انّ السارق الذي يعترف بجريمته أشرف مِمَنْ يَظهرُ على المسرح وكأنّه ممن يخشى الله ولا يعمل الاّ من أجل رضاه ، وهو في الواقع لا يتورع عن اقتراف أبشع الكبائر في السرّ مِنْ نَهْبٍ وإهدارٍ للمال العام ، وعلاقات جنسية محرّمة وصفقات مشبوهة …
-7-
واذا كان الدجالون المحتالون المذبذبون يعتقدون أنّ بمقدورهم أنْ يضحكوا على الذقون فهم واهمون، ذلك أنّ حبل الكذب قصير ، ولابد أنْ تنكشف الحقائق ويبوء أرباب الشيطنة بالعار وبالازدراء والاحتقار من قبل الناس أجمعين .
-8-
لا شيء أروع من الاستقامة دونما تذبذب او تناقض في الأقوال والأعمال او في المظهر والمخبر وحسب المستقيمين قوله تعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ )
فصلت / 30


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة