رغم تمكن الائتلاف الحاكم في هولندا من التماسك حتى الآن، إلا أن قناة إسرائيلية أكدت أن الحكومة ما زالت مهددة بسبب تداعيات التعامل مع "أحداث أمستردام".
ووصفت القناة 12 الإسرائيلية تداعيات "أحداث أمستردام" في هولندا بأنها أفرزت ما وصفته بـ"انتصار لمعاداة السامية، وعقاب لردود الفعل الرسمية الهولندية" على الحادثة.
وتشهد هولندا تطورات درامية متسارعة في المشهد السياسي في إطار تداعيات أحداث أمستردام الأخيرة التي شهدت أعمال عنف بين مشجعي فريق إسرائيلي ومشجعين هولنديين من أصول عربية.وتعالى الجدل في الأوساط الهولندية بسبب التعامل الرسمي، سياسيًا وأمنيًا، مع الأحداث، وسط اتهامات بتبني رواية واحدة تنتصر للإسرائيليين، رغم تأكيد الطرف المقابل، متسلحًا بمقاطع فيديو، أن مشجعي الفريق الإسرائيلي هم من بدؤوا بافتعال العنف واستفزاز الهولنديين.
وفي الساعات الأخيرة نجت الحكومة الهولندية من الانهيار، في ظل الأزمة المعقدة، بعد استقالة وزيرة الدولة للمالية ذات الأصول المغربية نورا أشهبار.
ومع ذلك رأت القناة الإسرائيلية أن هناك مؤشرات تنبئ بسقوط قريب للحكومة.
وقالت: "كادت الحكومة اليمينية في هولندا تتعرض لصدمة الليلة الماضية حتى الساعات الأولى من صباح السبت، وظهرت تكهنات كثيرة بأن الحكومة اليمينية ستنهار وسط الجدل حول كيفية الرد على الأحداث الصعبة".
وانتاب القلق حلفاء الحكومة الهولندية من أن يفرط عقد الائتلاف الحاكم، باستقالة أشهبار من حزب الوسط، وذلك بسبب "تصريحات عنصرية" لأعضاء في الحكومة.وبعد وقت قصير من الاجتماع العاصف لمجلس الوزراء أصدرت الوزيرة بيانًا أكدت فيه استقالتها.
وكتبت: "بألم في قلبي، يجب أن أعلن أنني لن أستمر في منصبي"، مشيرة إلى أنها انضمت إلى التحالف من أجل "استعادة العدالة والإنسانية والثقة في الحكومة.وأضافت: "أثرت مواقف الاستقطاب خلال الأسابيع القليلة الماضية عليّ كثيرًا، لدرجة أنني لم أعد أستطيع ولم أعد أرغب في القيام بدوري بشكل فعال في هذه الحكومة".
ورغم استقالة أشهبار، ومع وقف موجة الاستقالات التى كانت متوقعة بقوة، سيحتفظ الائتلاف اليميني بمقاعد كافية للبقاء في السلطة، على الأقل في الوقت الحالي، بعد أن تأرجح وسط مخاوف من أن يحذو وزراء آخرون من حزب الوسط حذو الوزيرة.
وتتكون الحكومة الهولندية منذ يوليو/تموز من أحزاب يمينية ومن يمين الوسط، إضافة إلى حزب الوسط إن إس سي. ويقود الحكومة رئيس الوزراء ديك شوف. وتعد الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ هولندا، وهي موالية في غالبها لإسرائيل ومعادية للمهاجرين والمسلمين.وواجه الائتلاف صراعات داخلية خلال الأيام الاخيرة حول طريقة التعامل مع أحداث أمستردام، التي اعتبرها الإسرائيليون "مذبحة" لمشجعي فريقهم.وفي المقابل تداول ناشطون مقاطع فيديو تؤكد أن الإسرائيليين أشعلوا الشرارة الأولى للأحداث بافتعال الأزمة واستفزاز الهولنديين ومشاعر ذوي الأصول العربية والإسلامية.