05 Jan
05Jan

قال محللون سياسيون من واشنطن وبرلين، إن هناك إجراءات مرتقبة ستظهر في الفترة القادمة في كل من ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، تتعلق بتشديد القيود على المهاجرين واللاجئين، مع تكرار حوادث تورط فيها أفراد من أصول أجنبية.

وأوضح المحللون، في تصريحات"، أن تكرار هذه الحوادث في ألمانيا سيزيد نفوذ الأحزاب اليمينية المتشددة، وعلى رأسها حزب "البديل من أجل ألمانيا"، الذي يعارض وجود المهاجرين؛ ما قد ينعكس على نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقد يدفع الحكومة الألمانية إلى اتخاذ إجراءات جديدة تحدّ من تواجد الأجانب، خاصة اللاجئين.أما في الولايات المتحدة، فإن الرئيس الجمهوري دونالد ترامب يضع ملف الهجرة على رأس أولوياته؛ ما قد ينذر بإجراءات أكثر صرامة ضد المهاجرين.

وفي الأشهر الأخيرة، شهدت الولايات المتحدة وألمانيا حوادث ذات طابع إرهابي، تزامنت مع احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة. ففي ألمانيا، قام شخص سوري الجنسية بطعن رجلين خلال احتفالات رأس السنة في برلين؛ ما أسفر عن إصابتهما بجروح خطيرة. كما أصيب شرطيان في الليلة ذاتها بانفجار جسم مجهول في حي "فيتناو" بالعاصمة الألمانية. 

وفي حادث آخر، شهدت مدينة ماغدبورغ حادث دهس في سوق عيد الميلاد، أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة العشرات.أما في الولايات المتحدة، فقد نفّذ شخص يدعى "شمس الدين جبار"، كان يحمل علم تنظيم داعش، عملية دهس استهدفت حشدًا من المحتفلين برأس السنة في منطقة سياحية بمدينة نيو أورلينز؛ ما أدى إلى مقتل 15 شخصًا وإصابة 35 آخرين، وفقًا لآخر الإحصائيات.

ومن برلين، يرى الباحث السياسي إبراهيم مروان أن هذه الحوادث ستُترجم إلى إجراءات صارمة ضد المهاجرين واللاجئين، قد تشمل عمليات ترحيل ووضع قيود أكثر صرامة على منح الإقامات والجنسية.

وأوضح مروان" أن حزب "البديل من أجل ألمانيا"، الذي تزايدت شعبيته في السنوات الأخيرة، يستغل مثل هذه الأحداث لدعم موقفه السياسي والدفع نحو قوانين تقيّد وجود الأجانب.

وأشار مروان إلى أن أي حادث أمني في ألمانيا يُلقى باللوم فيه على المهاجرين، وهو ما يعزز خطاب اليمين المتطرف ويدفع الحكومة إلى اتخاذ تدابير أمنية مشددة.وأضاف أن هذه الإجراءات لا تقتصر فقط على مستوى التشريعات في البرلمان، بل تشمل أيضًا قرارات محلية على مستوى الولايات والبلديات الألمانية.

وفي واشنطن، قال الخبير في الشأن الأمريكي أحمد ياسين: إن إدارة ترامب تستعد لاتخاذ إجراءات صارمة ضد المهاجرين، حيث يعتبرهم سببًا رئيسًا في الأزمات الاقتصادية والأمنية في البلاد.وأكد ياسين، أن حادث نيو أورلينز سيستخدم كذريعة لتشديد قوانين الهجرة، سواء فيما يخص منح الإقامات، أو الحدّ من تدفق المهاجرين الجدد، خاصة من المكسيك.وأضاف ياسين أن هناك تحديات أمنية أخرى تهدد المجتمع الأمريكي، مثل انتشار الأسلحة وارتفاع معدلات الجريمة، والتي لا يكون المهاجرون دائمًا مسؤولين عنها.ومع ذلك، يفضل ترامب التركيز على قضية الهجرة بدلًا من معالجة مشكلة انتشار الأسلحة، بسبب نفوذ شركات السلاح التي تلعب دورًا كبيرًا في دعم الحملات الانتخابية.وختم ياسين حديثه بالقول، إن مسألة تقييد الهجرة ستظل قضية محورية في السياسة الأمريكية خلال الفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، حيث يسعى ترامب إلى استمالة الناخبين المحافظين من خلال وعوده بتشديد القيود على المهاجرين.



تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة