سلطت شبكة "بي بي سي" البريطانية في مقال نشرته يوم الأحد الضوء على التطبيع الإسرائيلي السعودي عقب التصعيد الأخير في قطاع غزة وعملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس.
وقال كاتب التقرير سمير الهاشمي "من المحتمل أن يؤدي هجوم حماس ورد فعل إسرائيل إلى عرقلة المفاوضات الثلاثية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب، والتي اكتسبت زخما في الأشهر الأخيرة".
وأضاف الكاتب أن المملكة العربية السعودية دعت إلى وقف فوري لتصعيد الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وتابع قائلا "يبدو أيضا أنها تلوم إسرائيل على التصعيد دون تسمية الدولة بشكل مباشر، حيث قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان رسمي إنها أصدرت تحذيرات متكررة من مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار الاحتلال، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة".
وذكّر الكاتب في السياق أن محادثات التطبيع تدور حول اعتراف السعودية بإسرائيل مقابل مبيعات أسلحة أمريكية وضمانات أمنية والمساعدة في بناء برنامج نووي مدني، مشيرا إلى تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الشهر الماضي التي قال فيها إن "الاتفاق يقترب لكن هناك حاجة إلى حل للقضية الفلسطينية قبل المضي قدما فيه".
وفي وقت سابق استبعدت الولايات المتحدة أن تتأثر مفاوضات التطبيع بين السعودية وإسرائيل جراء الهجمات التي شنتها حركة حماس على بلدات إسرائيلية "رغم أن هذا المسار لا يزال طويلا"، مؤكدة عملها مع شركاء عدة للعمل على تهدئة التوتر.
جدير بالذكر أن "كتائب القسام" الجناح العسكري لحماس أطلقت فجر السبت 7 أكتوبر 2023 عملية "طوفان الأقصى" مطلقة أكثر من 5 آلاف صاروخ من قطاع غزة.
وفي ساعات المعركة الأولى نفذ المقاتلون الفلسطينيون عمليات نوعية حيث اقتحموا عددا من مستوطنات الغلاف واشتبكوا بحرب شوارع مع القوات الإسرائيلية وقتلوا وجرحوا عددا منهم كما أسروا عددا من الجنود والمستوطنين، وسيطروا على آليات إسرائيلية.واعترفت القوات الإسرائيلية بسقوط قتلى في صفوفها بالإضافة إلى وقوع أسرى إسرائيليين بيد حماس دون تحديد عددهم.
تجدر الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي أطلق عملية "السيوف الحديدية" ردا على "طوفان الأقصى" وشن غارات على قطاع غزة، وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة مساء السبت أن حصيلة القتلى الفلسطينيين في القطاع بلغت 232 قتيلا وحوالي 1700 آخرين جراء القصف الإسرائيلي.