05A2EDD17376135DD5B5E7216D8C98DB
02 Feb
02Feb

ذهب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، إلى أن الرسوم الجمركية بالنسبة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وسيلة لتعزيز الموارد المالية للبلاد، في الوقت الذي يسعى فيه إلى التوسع الإقليمي وتحقيق ميزة استراتيجية على الصين.وقد استخدم العديد من الرؤساء الأمريكيين التعريفات الجمركية لفرض المفاوضات، لكن بالنسبة لترامب، فهي النقطة المهمة، ومصدر للدخل بينما يسعى لتحقيق رؤية العصر الذهبي.

تاريخ التعريفات الجمركية

وبحسب تقرير الصحيفة، يعود تاريخ التعريفات الجمركية في الولايات المتحدة إلى عام 1789، عندما رأى ألكسندر هاملتون أنها حل لأزمتين تواجهان الجمهورية الوليدة، هما، الحاجة الماسة إلى زيادة الإيرادات، والرغبة في تصنيع أمة كانت تبدو معتمدة بشكل خطير على إنقلترا.لكن في العصر الحديث، كانت هذه السياسات بمثابة أداة للتفاوض على الدوام تقريبًا؛ الإكراه الاقتصادي في خدمة الدبلوماسية، وهراوة لإجبار الدول الأخرى على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وتابعت أن "ما يجعل تحرك الرئيس ترامب يوم السبت، ضد المكسيك وكندا والصين مختلفًا هو أنه يبدو غير مهتم بمتابعة الصفقات".وفي الوقت الحالي، على الأقل، تعتبر الرسوم الجمركية، من وجهة نظر ترامب، النقطة المهمة، فهي وسيلة لتعزيز الموارد المالية للبلاد في الوقت الذي يسعى فيه إلى التوسع الإقليمي وتحقيق ميزة استراتيجية على الصين.وقال ترامب في خطاب تنصيبه: "بدلاً من فرض الضرائب على مواطنينا لإثراء بلدان أخرى، سنفرض رسوماً جمركية وضرائب على الدول الأجنبية لإثراء مواطنينا".وأشار التقرير إلى أن الاقتصاديين يشككون إلى حد كبير في إيمان ترامب بالتعريفات الجمركية كأداة لتغيير قواعد اللعبة لزيادة الإيرادات أو كوسيلة فعالة لتعزيز عودة الصناعات المحلية التي ذبلت في ظل المنافسة العالمية.

رؤية "عدوانية" للسيطرة

وقال التقرير إنه رغم الإجراءات المتسارعة هذا الاسبوع، من تجميد المساعدات الأجنبية، وعمليات التطهير في مكتب التحقيقات الفيدرالي وإقالة المفتشين العامين والجهود المبذولة لحث الموظفين الفيدراليين على المغادرة، إلا أن ترامب استمر في العودة، بشكل شبه يومي، إلى إيمانه بالتعريفات. وفي حين أن الرسوم الجمركية فُرضت، بشكل يُثير الفضول، قبل أن يجتمع ترامب كرئيس مع زعماء الصين وكندا والمكسيك لمناقشة ما يمكنهم فعله أكثر، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان تصرف ترامب سيتصاعد على الفور إلى حرب تجارية قديمة الطراز، من ذلك النوع الذي كان من المفترض استبعاده في عالم التجارة الأكثر تحررا، وفق الصحيفة.

 القضاء على عملية تحرير التجارة

وخلص التقرير إلى أنه مع توقيع ترامب يوم السبت على فرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين، تم القضاء على عملية تحرير التجارة برمتها؛ حيث لم يُشر البيان إلى اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية "نافتا"، وإلى ما سيؤول إليه مستقبل الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ قبل 31 عاما وألغت تدريجيا التعريفات الجمركية على المنسوجات والسيارات والمنتجات الزراعية وغيرها من المنتجات.وليس من المستغرب أن يشكك العديد من الاقتصاديين عندما يسمعون ترامب يتحدث عن التعريفات الجمركية كحل للتحديات التجارية والصناعية التي تواجهها أمريكا، أو كوسيلة لمعاقبة الدول الأخرى بسبب تدفق "الفنتانيل" إلى الولايات المتحدة، إذ يزعم الاقتصاديون أنه أخطأ في قراءة التاريخ.


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة