18 Aug
18Aug

شدد قادة في مجال الصحة على ضرورة إظهار التضامن مع الدول الأفريقية التي تشهد تفشي مرض جدري القردة، محذرين من أن عدم القيام بذلك سيعرض العالم للخطر ويؤثر سلباً على الاستعدادات لمواجهة الأوبئة المستقبلية.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، عن رفع حالة جدري القردة إلى حالة طوارئ صحية عامة على الصعيد العالمي للمرة الثانية خلال عامين، بعد أن انتشر الوباء من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى دول مجاورة.
كما أعلن المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، الثلاثاء، عن تصنيف جدري القردة كـ"طارئة صحية عامة"، وهو أعلى مستوى من التأهب.
ويعد جدري القردة مرضاً معدياً ينتقل إلى البشر من خلال الحيوانات المصابة ويمكن أن ينتقل أيضاً بين البشر عبر الاتصال الجسدي الوثيق. وقد تم الإبلاغ عن أكثر من 18,700 حالة وأكثر من 500 حالة وفاة في أفريقيا هذا العام، وهو رقم يتجاوز إجمالي حالات عام 2023.
وقالت الدكتورة إيبيري أوكيريكي، الزميلة المشاركة في برنامج الصحة العالمية في "تشاتام هاوس": "إن عواقب الفشل في الاستجابة بشكل قوي لهذه الطوارئ قد تكون وخيمة، مما قد يؤدي إلى زيادة انتشار متحورات جديدة وأكثر خطورة". وأشارت إلى أن "عدم التحرك الآن يشكل خطراً ليس فقط على أفريقيا، بل على بقية العالم أيضاً".
وأوضحت أوكيريكي أن كلا الإعلانين يوفران فرصة لاختبار الاستجابة العالمية لحالات الطوارئ الصحية في مرحلة ما بعد كوفيد-19، لإثبات أن دروس الإنصاف قد تم تعلمها.
وأضافت أن الاستجابة لجائحة كوفيد أثرت سلباً على العلاقات بين الدول الغنية والفقيرة، حيث تأخرت الموارد مثل اللقاحات والاختبارات ومعدات الحماية في الوصول إلى الدول النامية مقارنة بالدول الغنية.
وتواجه المفاوضات بشأن اتفاقية جديدة للأوبئة تحديات، بما في ذلك ضمان حصول الدول النامية على الأدوية والعلاج. وقد أخفقت المفاوضات في الوفاء بالموعد النهائي هذا العام في جمعية الصحة العالمية في جنيف.
وقال نيك ديردن، مدير منظمة "العدالة العالمية الآن": "لقد كان جدري القردة متوطناً في عدد من الدول الأفريقية لسنوات، ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراءات جادة حتى أصبح التفشي تهديداً للغرب". وأضاف: "شهدنا نفس عدم المساواة خلال جائحة كوفيد، حيث كانت الأرواح المفقودة في الجنوب العالمي تُعتبر كأضرار جانبية في سعي الدول للحصول على المزيد من الأرباح الدوائية".
وأشار ديردن إلى أن شركات الأدوية "تواصل إعاقة الوصول العادل إلى اللقاحات سعياً وراء أرباح أعلى"، داعياً الدول الغنية إلى "الوقوف في وجه شركات الأدوية الكبرى" ودعم الإجراءات في مفاوضات معاهدة الأوبئة.
وفي سياق متصل، ذكرت مسؤولة في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الجمعة، أن هناك حاجة ملحة لشحن المزيد من معدات التشخيص والعلاجات واللقاحات إلى أفريقيا للتعامل مع تفشي جدري القردة. وأشارت إلى نقص حاد في هذه الموارد في القارة.
ووفقاً للمركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، تم تسجيل 3101 حالة مؤكدة و15636 حالة محتملة و541 حالة وفاة في 12 دولة أفريقية، مع تسجيل معظم الحالات في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وتواجه أفريقيا سلالة جديدة من الفيروس تم اكتشافها في سبتمبر 2023، أطلق عليها اسم "كلايد آي بي" (Clade Ib)، وهي أكثر فتكا وقابلية لنقل العدوى من السلالات السابقة. وتم تسجيل أول حالات جدري القردة خارج القارة هذا الأسبوع في السويد وباكستان.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة