25 Feb
25Feb

نشرت صحيفة الغارديان مقالا لأناتول ليفين، مدير برنامج الشؤون الأوروأسيوية، في معهد كوينسي للدراسات، ومؤلف كتاب، “أوكرانيا وروسيا، الإخوة الأعداء”.يتسائل ليفين في المقال، “لماذا أقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على غزو أوكرانيا لمحاولة الاستيلاء على العاصمة كييف، في مطلع عام 2022، دون أن يفعل ذلك في السنوات السابقة؟

ويشير ليفين إلى أن بوتين كان يطمع دوما في السيطرة على أوكرانيا، ويظهر ذلك في جميع خطاباته السابقة، مواصلا التساؤل لماذا لم يقدم بوتين على هذه الخطوة بعد الثورة الأوكرانية عام 2014، لكنه فقط استقطع شبه جزيرة القرم، وضمها، بالإضافة لتقديم الدعم للانفصاليين في الشرق بشكل مستتر؟

ويوضح ليفين أن المتشددين في روسيا ينتقدون بوتين، لتأخره في غزو أوكرانيا، وقد كان الجيش الأوكراني ضعيفا بشكل كبير في عام 2014، كما كان رئيس البلاد فيكتور يانوكوفيتش، مواليا لروسيا، وقد كانت حوادث قتل المواطنين الأوكرانيين الذين كانوا يتظاهرون تأييدا لروسيا في منطقة أوديسا الأوكرانية عام 2014، تشكل ذريعة جيدة لروسيا للإقدام على الغزو.

ويعتبر الكاتب أن السبب الرئيسي لتراخي بوتين، بهذا الصدد هو ما كان يشكل قلب الاستراتيجية الروسية، التي ظلت مستقرة منذ حقبة التسعينيات من القرن الماضي، وهو محاولة الحفاظ على مسافات كبيرة بين روسيا، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، ومحاولة فرض حال جديدة على الصعيد الأمني مع أوروبا، بتعزيز الشراكة الاقتصادية معها.

ويضيف أن أي محاولة لغزو أوكرانيا، كانت ستضر بتلك الشراكة، وستدفع روسيا نحو عزلة سياسية، واقتصادية، وبالتالي ستصبح روسيا معتمدة بشكل كلي على الصين، وهو الأمر الذي يشكل خطورة كبرى.

ويضيف أن الاستراتيجية الروسية كانت صحيحة وقتها، وترتكز على محاولة تقسيم الغرب، والسيطرة بشكل ناعم على الدول السابقة التي انشقت عن الاتحاد السوفيتي، ويستدل على ذلك بما كتبه بوتين عام 2012، في مقال منشور قائلا “روسيا جزء لا ينفصل عن أوروبا الكبرى، والحضارة الأوروبية الأشمل، ومواطنونا يعتبرون أنفسهم أوروبيين”.

ويخلص ليفين إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا دمر أي نوع من التعاطف الذي اكتسبته موسكو في السنوات السابقة داخل المؤسسات الفرنسية والألمانية، وبالتالي أصبحت فكرة وجود تفاهم سلمي معقول في أوروبا، من المستحيلات، وهو الأمر الذي يعتبر”الغزو الروسي المجرم لأوكرانيا، مسؤولا عنه لكن أيضا ينبغي أن نعترف أننا في أوروبا و أوروبا الغربية تحديدا، لم نقدم سوى القليل في محاولة الإبقاء على حلم غورباتشوف بأوروبا موحدة، على قيد الحياة”.

 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة