ذكر مكتب الرئيس اللبناني ميشال عون، أن عاموس هوشستين، كبير مستشاري الولايات المتحدة لشؤون أمن الطاقة العالمي والذي توسط بين لبنان وإسرائيل بشأن الحدود البحرية المتنازع عليها، التقى الرئيس في بيروت الثلاثاء.
وركزت المحادثات على سبل التوصل إلى حل وسط مع تصاعد التوتر على طول الحدود.
وكان هوشستين وصل إلى بيروت امس الاثنين، بعد دعوة من الحكومة اللبنانية.
كما اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع هوكشتاين الثلاثاء، في السراي الحكومي. وشارك في اللقاء نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وسفيرة الولايات المتحدة في بيروت، دوروثي شيا، ومستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي.
وفي خلال الاجتماع، أكد المسؤولون اللبنانيون على الموقف الموّحد من مسألة ترسيم الحدود والحرص على استمرار الوساطة الأميركية.
وأضافوا أن مصلحة لبنان العليا تقتضي البدء عملية التنقيب عن النفط من دون التخلي عن حق لبنان بثرواته كافة.
وجاءت دعوة لبنان للمبعوث الأميركي بعد أن أقامت إسرائيل منصة غاز في موقع محدد مسبقا داخل حقل كاريش، الذي تقول إسرائيل إنه جزء من منطقتها الاقتصادية الحصرية المعترف بها من جانب الأمم المتحدة، بينما يصر لبنان على أنه يقع في منطقة متنازع عليها.
وتبادلت إسرائيل وحزب الله اللبناني، المدعوم من إيران، التهديدات. وحذر حسن نصر الله، زعيم حزب الله، الأسبوع الماضي بأنه سيضرب منصة الغاز في كاريش.
كان حزب الله المسلح، الذي خاض عدة حروب ضد إسرائيل، قال مرارا في الماضي إنه سيستخدم أسلحته "لحماية الحقوق الاقتصادية للبنان".
وهدد أفيف كوخافي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، لبنان بعد أيام بـ "قصف غير مسبوق"، قائلا إن الحرب المستقبلية ستكون كبيرة للغاية.
وتعثرت المحادثات غير المباشرة، والتي توسطت فيها الولايات المتحدة، بين لبنان وإسرائيل منذ العام الماضي وسط خلافات داخل لبنان حول حجم المنطقة المتنازع عليها.
ويطالب البلدان، وهما في حالة حرب رسميا منذ إنشاء إسرائيل عام 1948، بحوالي 860 كيلومترا مربعا من البحر المتوسط.
ويأمل لبنان في بدء إنتاج النفط والغاز من البحر بينما يواجه أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث.
وقدم الوفد اللبناني خلال المحادثات التي عقدت العام الماضي – وشارك فيها مزيج من رجال الجيش والمهنيين - خريطة جديدة تطالب بـ1430 كيلومترا مربعا إضافية كأرض لبنانية.
ولم يتحدث هوشستين للصحفيين بعد لقائه مع عون الذي استمر 40 دقيقة. وذكرت وسائل إعلام لبنانية قبل اجتماع الثلاثاء، أن عون سيتقدم بعدة مقترحات، بينها اقتراح يظهر الاستعداد لمنح إسرائيل السيطرة الكاملة على حقل كاريش مقابل حصول لبنان على حقل قانا، الذي يمتد جزء منه إلى عمق المنطقة المتنازع عليها.
وخلال زيارته للبنان في فبراير، عرض هوشستين على المسؤولين اللبنانيين اقتراحا يمنح لبنان أكثر من نصف المنطقة المتنازع، لكن لبنان لم يرد على الاقتراح.
وردا على سؤال عما يمكن أن تقدمه الأمم المتحدة لدفع المفاوضات قدما، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن الأمم المتحدة يمكنها "العمل مع الطرفين لمساعدتهما في التوصل إلى حل عبر الحوار بين الجانبين".
ومضى على النزاع على الحدود البحري عليه أكثر من عقد.
ففي عام 2012، رفض لبنان اقتراحا أمريكيًا بالحصول على 550 كيلومترا مربعا، أو ما يقرب من ثلثي المساحة، وحصول إسرائيل على الثلث المتبقي.
وعرف العرض في ذلك الوقت باسم "خط هوف"، نسبة إلى الدبلوماسي الأميركي فريدريك هوف الذي أدار جهود الوساطة بين البلدين في ذلك الوقت.