01 Oct
01Oct

عادت الحرب الروسية الأوكرانية لتلقي بثقلها على منافسات الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.وشهدت نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لقاء ضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والمرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب.وسادت حالة من التوتر بين الأوكرانيين، وسط انتقادات حادة من جانب الجمهوريين الأمريكيين؛ بسبب المساعدات الضخمة المقدمة من بلادهم لأوكرانيا.ويرى مراقبون أن لقاء زيلينسكي وترامب خطوة غير معتادة دبلوماسيًا، الهدف منها إحراج الرئيس الأوكراني، ومحاولة المرشح الجمهوري إظهار "تودد" زيلينكسي لترامب؛ نظرًا للخلافات بينهما.وفي وقت سابق من هذا اللقاء الأخير، سخر ترامب من زيلينسكي علنًا في تجمع انتخابي بولاية كارولاينا الشمالية، قائلًا: "نحن نواصل تقديم مليارات الدولارات للرجل الذي يرفض إبرام اتفاق، زيلينسكي.. في كل مرة كان يأتي فيها إلى بلادنا، كان يغادر ومعه 60 مليار دولار، أعتقد أنه أفضل بائع في العالم".

كامالا هاريس

وسرعان ما استغلت هذا المشهد المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس محذرة من خطة الجمهوريين لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية، بالقول إنها "خطيرة وغير مقبولة".وأكدت هاريس أن دعمها لأوكرانيا «راسخ»، وأن مقترحات ترامب لتنازل أوكرانيا عن أراضيها "ليست مقترحات سلام، بل مقترحات للاستسلام".وعن طبيعة العلاقة بين ترامب وزيلينسكي، قال الخبير في الشؤون الأمريكية، مسعود معلوف، إنها علاقة متوترة، وذلك على خلفية الانتخابات الأمريكية 2020 التي ترشح فيها كل من ترامب وجو بايدن، وانتهت بفوز بايدن برئاسة البيت الأبيض.وأشار معلوف، في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن ترامب أثناء فترة رئاسته للولايات المتحدة طلب من زيلينسكي إجراء تحقيق بشأن تورط جو بايدن وابنه هنتر بايدن الذي كان يدير أعمالًا في أوكرانيا بهدف استخدامها ضده في الحملة الانتخابية والكشف عن تجاوزات بايدن واستخدامه لسلطته أثناء توليه منصب نائب الرئيس الأمريكي لباراك أوباما من أجل تحقيق أرباح لابنه ولنفسه.وتابع معلوف: «الرئيس الأوكراني قدم الاعتذار عن ذلك بحجة أنه يتعلق بالقضاء، وأنه لا يريد التدخل في الانتخابات الأمريكية؛ ما أثار غضب ترامب".

ترامب وبوتين

وأوضح الدبلوماسي اللبناني السابق، في تصريحاته، أنه على الجانب الآخر كانت هناك علاقات جيدة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويعرف عن ترامب أنه معجب بالرؤساء الأقوياء والديكتاتوريين مثل زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، حتى قال عن نفسه إنه يحب أن يكون ديكتاتورًا منذ اليوم الأول من انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، وهو ما قد يستغله لصالح روسيا في أزمتها مع كييف.وأكد معلوف أن ترامب يميل إلى أن تتخلى أوكرانيا عن المناطق الشرقية لمصلحة روسيا، وبذلك تنتهي الحرب، بينما على الجانب الآخر يسعى الرئيس زيلينسكي إلى تحرير الأراضي الأوكرانية من التواجد الروسي؛ وبذلك يمكن لأوكرانيا عقد اتفاق سلام مع روسيا.

وأشار الخبير في الشؤون الأمريكية إلى أن روسيا لا تعتبر أوكرانيا دولة مستقلة، قائلًا: "ما يستطيع ترامب فعله فيما يتعلق بالأزمة الروسية الأوكرانية هو التخلي عن بعض من الأراضي الأوكرانية لصالح روسيا، بينما يعتقد الكثيرون في أمريكا أن ذلك الحل غير مرض لأوكرانيا، ولن ينهي الحرب".في السياق، أكد المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، برنت سادلر، أن ترامب سيكون أكثر حزمًا في هذا الشأن بالتأكيد فيما يخص وقف الحرب بين روسيا وأكرانيا. وقال سادلر في تصريحات لـ"إرم نيوز" إن ترامب يملك من الأوراق ما يمكنه من تنفيذ صفقة لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا باعتبار أمريكا هي القوة الفاعلة في تلك الحرب من الجانب الأوكراني من خلال إمدادها بالدعم العسكري والأموال.

وأشار سادلر إلى أن الأمر الأكثر عجزًا ليس تنديد كامالا هاريس بخطة الجمهوريين، وإنما هو أن موقف روسيا لم يؤخذ في الاعتبار بعد، وقد تتمسك روسيا بالأراضي التي ضمتها في تلك الحرب، وترفض التنازل عن أجزاء منها، وهو ما قد يصعب المهمة على ترامب أو حتى المرشحة الديمقراطية حال فوزها بالانتخابات الرئاسية.وأضاف المسؤول السابق في البنتاغون أن الأزمة الروسية الأوكرانية دخلت في صلب الانتخابات الأمريكية، حيث يؤيد أعضاء الحزب الديمقراطي أوكرانيا بشكل تام ضد بوتين، ويدعمون أوكرانيا بالمال والسلاح، بينما في المقابل لا يؤيد أتباع الحزب الجمهوري زيلينسكي، ويقومون باتباع منهج ترامب في انتهاء الحرب بشروط روسية وليست أوكرانية.وأضاف سادلر أن التطورات التي تتم على الأرض هي ما سيحدد كيف ستكون النتائج، موضحًا أن ترامب يروج لفكرة أنه إذا لم ينتخب رئيسًا ستستمر الحرب بين البلدين للأبد كما ستتطور إلى حرب عالمية ثالثة.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة