طالب الرئيس البولندي أندريه دودا، يوم الثلاثاء، الولايات المتحدة الأمريكية بنشر صواريخ نووية على أراضي بلاده.
وقال، في مقابلة مع صحيفة "دزينيك جازيتا براونا" البولندية، إنه سيكون من المستحسن لبولندا أن تسعى إلى نشر رؤوس حربية نووية أمريكية على أراضيها، في إطار برنامج المشاركة النووية التابع لحلف شمال الأطلسي "الناتو".
ويرى الباحث في الشأن العسكري دينيس خوتوروف أن حالة "من الجنون" تعيشها الدول الغربية، خاصة تلك القريبة من روسيا.
ويشير، في حديثه لـ"إرم نيوز"، وتابعته وكالة شفق نيوز إلى أن "هناك حالة غير طبيعية تعيشها القارة الأوروبية وقد ترقى إلى الفوبيا أو الجنون، تحديدا تلك الدول القريبة من روسيا، وربما ننظر إلى الموضوع من جهتين: الأول خاص في بولندا تحديدا، والثاني مرتبط بالغرب عموما".
وبيّن خوتوروف أنه "في الشق المتعلق ببولندا ولمعرفة الأمر أكثر، فهذه الدولة تقع في موقع جغرافي معقد، خاصة أنها تملك أطول حدود مع بيلاروسيا أقوى حلفاء روسيا، ومنذ مدة غير بعيدة أعلنت روسيا أنها نشرت أسلحة نووية في بيلاروسيا، هذا قد يكون الدافع لدى بولندا لطلب نشر رؤوس حربية نووية على أراضيها من باب الردع".
ويضيف "أن الشق الثاني متعلق بالغرب؛ فبولندا هي الممر الأساسي والأكثر موثوقية في إيصال المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وإذا اتخذ الغرب قرارا بدخول جنود نظاميين وعتاد عسكري نوعي، فالمدخل أيضا بولندا، لذلك هذه الدولة قد تحجز الهدف الأول في بنك الأهداف الروسية، إذا ما تطور الأمر لصدام مباشر، لكن مع وجود صواريخ نووية الكل بات مجبورا على إعادة تقييم الموقف".
ويشير خوتوروف إلى أن" واشنطن، إذا ما وافقت على الطلب البولندي، فإنها تضع القطعة الأولى في لوحة البازل للحرب العالمية الثالثة، لكن لدي شك في قبول الطلب؛ لأن واشنطن لا تريد حربا عالمية، بل هدفها الوحيد هزيمة روسيا وتحجيمها في القارة الأوروبية".
وينوه الباحث في الشأن العسكري دينيس خوتوروف إلى أن "الولايات المتحدة تستفيد من تعطش الدول القريبة من روسيا جغرافياً، التي كانت يوما ما سوفيتية، لإنهاء كل ما يربطها بهذه الحقبة، فهي مستعدة لتحويل هذه الدولة إلى مخزن سلاح كبير لدول الناتو".
في حين يشير الخبير العسكري والباحث في الشأن الأوروبي يوري بورلاكوف إلى أن "الغرب، ليس من اليوم بل من مدة طويلة، يجهز بولندا لتكون مخزن سلاح؛ فقربها من روسيا يعطيها أهمية لتكون مركز إمداد عسكري ولوجستي للجنود في حال قرر الغرب الصدام مع روسيا بشكل مباشر، فإذا كانت أية عملية إسناد تحتاج ليوم مثلا لتصل إلى أي فرقة عسكرية متواجدة بالقرب من روسيا، فإنها ستصل في غضون ساعات إذا كانت قادمة من بولندا".
ويشير، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن هذا الأمر "خطير جدا؛ ففي حال استمر الغرب بتحويل هذه الدولة لقاعدة عسكرية ضخمة، فهذا يدل على أنه متجه لصدام وحرب مع روسيا بشكل مباشر؛ ما يعني حربا نووية بالضرورة، ولا داعي لبحث ما تعنيه حرب نووية، أو ما الذي سيحصل
ويرى الخبير في الشؤون الروسية ميخائيل نوفيكوف أن الرد الروسي "مرتبط بقبول الولايات المتحدة بهذا الطلب".
ويؤكد، في حديثه لـ"إرم نيوز"، ردا على سؤال بشأن ماهية الرد الروسي، أن" الأفعال والتحركات على الأرض لا ترتبط بالأقول فقط بل بحاجة لأفعال مقابلة، وفي هذه الحالة، ما زال الأمر مرتبطا بطلب فقط، وتعي بولندا بشكل كبير أنه لن يتحقق على الأقل في الوقت الراهن، وإذا ما تحقق ستكون الكارثة قد حلت".
ويتابع قائلًا: "ما تطلبه بولندا أعتقد أنه رد فعل للخطة العسكرية الروسية في بيلاروسيا المجاورة لبولندا، وزيادة التعاون العسكري بين مينسك وموسكو، لهذا بولندا تتحسس الخطر".
وينوه نوفيكوف إلى أن "الرد الروسي في حال تم ذلك باعتقادي هو نشر المزيد من السلاح النوعي وربما النووي في بيلاروسيا، هذا على صعيد خارج البلاد، أما على صعيد الداخل الروسي، فهناك مقاطعة كالينينغراد الروسية الواقعة أيضا على الحدود مع بولندا، أعتقد أن المزيد من أسلحة الردع ستنشرها روسيا هناك".