05 Dec
05Dec

قال خبراء في العلاقات الدولية، إن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، يقود جناحاً في الداخل الإيراني هو ومساعده للشؤون الإستراتيجية، محمد جواد ظريف، في مواجهة جبهة يقودها "الحرس الثوري" و"الباسيج".


وأكد الخبراء، أن هدف بزشكيان هو فرض رؤية متعلقة بتعديل تعامل بلاده مع  أمريكا والغرب وبناء علاقات منفتحة، في ظل الأزمات الداخلية الاقتصادية والأمنية التي تسببت في جانب كبير منها العقوبات الدولية المفروضة على طهران بسبب مشاريعها التوسعية إقليمياً.

ولكن في الوقت ذاته، أشار خبراء في تصريحات، إلى أن المتغيرات الأخيرة بعد ما شهدته سوريا قد يكون لها تداعيات تؤثر على النهج الذي يعمل عليه الإصلاحيون في طهران بشأن تحسين العلاقات مع الغرب، لاسيما أن القيادة الإيرانية، بداية من المرشد علي خامنئي مروراً بالرئاسة، ستدرس بكل دقة ما سينتج عن مجريات الأحداث في سوريا، وسيكون على أساسه اتخاذ ردود فعل على ما ستقدم عليه الولايات المتحدة والناتو تجاه سوريا.

وكان قد أبدى ظريف مؤخراً، في مقال له نشرته مجلة "فورن أفيرز"، انفتاح بلاده على المفاوضات، بما في ذلك مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ وقال ظريف في مقاله: "على الرغم من أن إيران اليوم واثقة من قدرتها على القتال من أجل الدفاع عن نفسها، فإنها تريد السلام".

وأضاف: "لا تقتصر رغبة الرئيس مسعود بزشكيان على تحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية في الشرق الأوسط، وتحقيق التعاون مع الدول العربية، بل إنه يُريد أيضاً الانخراط بشكل بناء مع الغرب". 

نزاعات متشابكة ويقول الباحث في مركز ستاندرد للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، فرهاد عمر، إن "إيران تعيش في الداخل عدة نزاعات متشابكة، منها صراع قوي بين الرئيس مسعود بزشكيان وجواد ظريف من جهة، والحرس الثوري والباسيج من جهة أخرى، وبينهما صراع من جانب الجيش".وأضاف "ويعنى جزء من هذه الصراعات بالرؤية المتعلقة بتعديل السلوك الإيراني مع أمريكا والغرب على عكس السياسة التي اتبعت بالمواجهة التي تحمل التصعيد والمجابهة".

وأوضح فرهاد في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن "هناك صعوداً لأصوات بالداخل تدعم جبهة بزشكيان في إقامة علاقات تعاون مع الغرب والدول العربية"، مشيراً إلى أن "الحل والربط في تغيير سلوك إيران في علاقاتها بالجوار العربي والعالم الغربي، بحسب الدستور الإيراني، مرتبط بمكتب المرشد علي خامنئي".

وأشار فرهاد إلى أنه "في إطار الصراعات الداخلية بين الأجنحة والتيارات، فإن بزشكيان وظريف يحتاجان المزيد من الوقت حتى يتمكنا من التغلب على الصعاب بالداخل الإيراني للتحرك نحو الغرب، وصياغة شكل العلاقات وحوافزها".

رئاسة إصلاحية 

ويرى المحلل السياسي والمختص في الشأن الأمريكي، الدكتور حامد الصراف، أن "السياسة الإقليمية والدولية لإيران تأخذ منحى جديداً في ظل رئاسة الإصلاحي بزشكيان، الذي يحمل توجهاً بانفتاح في العلاقات مع أمريكا والاتحاد الأوروبي، لاسيما مع ما يمكن أن تقدمه إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في هذا الصدد بعد استلامه السلطة".

وأضاف الصراف في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن "المتغيرات الأخيرة بعد ما شهدته سوريا قد يكون لها تداعيات وتأثير على هذا النهج الذي يعمل عليه الإصلاحيون في طهران بشأن تحسين العلاقات مع الغرب، لاسيما أن القيادة الإيرانية، بداية من المرشد مروراً بالرئاسة، ستدرس بكل دقة ما سينتج عن مجريات الأحداث في سوريا، وسيكون على أساسه اتخاذ ردود فعل على ما سيقدمه كل من الولايات المتحدة والناتو تجاه سوريا".

ولفت الصراف إلى أن "التوجه الإيراني يحمل جزءاً كبيراً من الارتكاز على حلول دبلوماسية تفاوضية وتحسين للعلاقات مع الغرب، ولكن إذا انتهج الناتو وأمريكا ما هو تصعيدي تجاه إيران، فسيكون العمل بالنهج نفسه في ظل التحالف الاستراتيجي القائم مع الصين وروسيا".

واستكمل أنه "في حال فشل الأساليب الدبلوماسية التفاوضية مع ترامب، ستظل طهران على النهج نفسه للحفاظ على محورها، وهو ما وضح مؤخراً من إبداء القيادة الإيرانية إمكانية إرسال قوات نظامية إلى سوريا؛ ما يدل على أن المسارات الدبلوماسية التفاوضية قد تُعطل مع تطورات المشهد السوري".

تعديل الرؤية التوسعية

فيما يؤكد المحلل السياسي المختص في الشأن الإيراني، طاهر أبو نضال، أن "إيران تحاول تغيير استراتيجيتها في أكثر من مشهد، منها السير في وقف إطلاق النار في لبنان، لفتح خطوط تحمل نوعاً من التفاوض حول تعديل رؤيتها التوسعية وأن يكون هناك نوع من تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والغرب والدول العربية".

وبين أبو نضال في تصريحات، أن "الظروف الاقتصادية والأمنية التي تمر بها إيران، وعلى رأسها الخسائر الفادحة في المعارك التي خاضتها في الأشهر الأخيرة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما لحق بميليشياتها التي تستخدمها طهران لمشروعها التوسعي لبسط هيمنتها في المنطقة وفرض معادلة عسكرية سواء عالمياً أو إقليمياً، وعلى رأسهم حزب الله الذي فقد قوة كبيرة في لبنان، تجعل الإصلاحيين في إيران يتحركون لخلق تفاهمات جديدة مع الغرب والجوار العربي، للخروج من عنق الزجاجة مع ما جرى من العقوبات واتباعها سياسات العداء".

شوأردف أبو نضال أن "إيران فقدت الورقة الرابحة مع ما تعرضت له أذرعها التي كانت تتفاوض بها وتمضي من خلالها في مشروعاتها التوسعية وتفرض بها برنامجها النووي، ولكن في ظل ظروف اقتصادية سيئة بعد أن وصل الدولار الأمريكي إلى 71 مليون تومان إيراني، بات الذهاب إلى البحث عن واقع جديد يخفف من العقوبات، لحلحلة الأزمة الاقتصادية الداخلية على الأقل".

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة