كشف مشرف محتوى باللغة الفارسية لموقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام» ومدير محتوى سابق، عن أن مسؤولي المخابرات الإيرانية عرضوا عليهما المال لحذف حسابات تعود لصحافيين وناشطين على الموقع، بحسب قناة «بي بي سي».
وقال المراجع السابق لـ«بي بي سي» فارسي «عُرض عليّ 5000 إلى 10000 يورو (5350 دولاراً إلى 10700 دولار) لحذف حساب».
كما اتهم المشرفَان على المحتوى «بعض الزملاء الإيرانيين بإظهار تحيز مؤيد للنظام» عند مراجعة المنشورات على خدمة مشاركة الصور، وفقاً لـ«بي بي سي».
وأوضحت القناة، أن «تصريحات المشرفين جاءت بعدما اشتكى العديد من المستخدمين الإيرانيين لـ(إنستغرام) من حذف المنشورات المرتبطة بالاحتجاجات الأخيرة المناهضة للحكومة في بلادهم»، في حين أشارت «ميتا بلاتفورمز» مالك منصة «إنستغرام» والشركة الخارجية التي تستخدمها للإشراف على المحتوى، إلى أن «هذه الادعاءات عارية عن الصحة».
واندلعت الاحتجاجات في مقاطعات إيرانية عدة في وقت سابق من الشهر الحالي، بعدما خفضت الحكومة الإيرانية دعمها للمواد الغذائية الأساسية ما تسبب في ارتفاع الأسعار. وردد المتظاهرون شعارات ضد المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. كما عمدت قوات الأمن الإيرانية إلى قمع الاحتجاجات في حين أفادت أنباء غير مؤكدة عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل.
ولم تحظ الاحتجاجات بتغطية اللازمة على وسائل الإعلام الإيرانية؛ ما اضطر الإيرانيين إلى الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي ومن بينها «إنستغرام» لنقل ما كان يحدث على الأرض، ومع استمرار الاضطرابات لاحظ المستخدمون إزالة بعض مقاطع الفيديو المنشورة على المنصة.
ولفتت «بي بي سي» إلى أن «أحد الحسابات التي قدّمت شكوى (1500tasvir)، وهو حساب شهير يديره نشطاء المعارضة»، موضحة أن الحساب كتب تغريدة على «تويتر» يوم الخميس مفادها، أنه تبلّغ من قبل «إنستغرام» بتقييد الحساب بهدف «حماية مجتمعنا».
من جهته، أكد الحساب المعارض، أن مواقع التواصل الاجتماعي هي الطريقة الوحيدة التي يمكن للإيرانيين التواصل من خلالها مع العالم، وخاصة أولئك الذين يعيشون في البلدات والقرى الصغيرة، وفقاً للقناة.
وقال مدير المحتوى السابق وهو يعمل في شركة (Telus International)، وهي شركة تابعة لجهة خارجية مسؤولة عن التعامل مع التقارير والشكاوى الواردة من مستخدمي «إنستغرام» و«فيسبوك»، لـ«بي بي سي» مشترطاً عدم الكشف عن اسمه، إنه «يعرف شخصياً بعض المراجعين الذين دعموا النظام الإيراني وتلقوا تعليمات من إيران».
لكن متحدث باسم «ميتا بلاتفورمز» قال لـ«بي بي سي»، «لا نرى أي دليل يدعم هذه الادعاءات، وتقوم فرق المراجعة لدينا بإزالة المحتوى الذي يخالف قواعدنا».