12 Mar
12Mar

توصلت كل من فرنسا وبريطانيا، لاتفاق جديد لمواجهة تدفق طالبي اللجوء، إذ تعهّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بتقديم منحة إلى باريس، تصل قيمتها لأكثر من 600 مليون دولار أمريكي، لمنع تدفق القوارب التي تحمل لاجئين أو مهاجرين غير شرعيين إلى المملكة المتحدة.

والتقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني في قصر الإليزيه، بعد سنوات من فتور العلاقات، فيما رحب الرئيس الفرنسي ماكرون بما وصفه بـ"بداية جديدة" بين بلده وبريطانيا.

وقال ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع سوناك، إنه يجب إشراك الدول الأوروبية المعنية باللاجئين، والدول التي تنشط فيها شبكات الاتجار بالبشر لمواجهة هذه الظاهرة، على حد تعبيره.

وستُسهم لندن عبر المنحة الجديدة بمبلغ 141 مليون يورو في العام الحالي، و191 مليون يورو في العام القادم، و209 ملايين يورو في السنة التي تليها، وفي المقابل سينفق الفرنسيون ما بين ثلاثة وخمسة أضعاف تلك المساعدات، بحسب ما نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية.

مركز احتجاز المهاجرين في فرنسا
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مؤتمر صحفي في ختام أول قمة بين فرنسا وبريطانيا منذ 2018 "إنها لحظة لقاء جديد وتَواصُل جديد وانطلاقة جديدة، إنها قمة طموح جديد".

فيما كشف سوناك عن تأسيس مركز احتجاز جديد في شمال فرنسا للمهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء، مؤكداً أن هناك مركز قيادة جديداً يجمع 500 ضابط إضافي للقيام بدوريات مشتركة في الشواطئ الفرنسية، على حد قوله.

ويُولي الجانب البريطاني الاهتمام الأكبر لمحاربة الهجرة السرية، القضية التي تشكل مصدر توتر بين ضفتي نهر المانش.

وازداد الجدل مؤخراً بشأن المعاملة غير الإنسانية التي تُطبقها بريطانيا على المهاجرين، مع تكشُّف الظروف البشعة التي يُحتجزون فيها ضمن مراكز اللجوء قبل ترحيلهم إلى رواندا.

ومنذ أن طرحت الحكومة البريطانية استراتيجيتها المثيرة للجدل، بشأن ترحيل المهاجرين وطالبي اللجوء إلى إحدى الدول الإفريقية، حتى يتم البتّ النهائي في أوضاعهم، تتعرض لندن لانتقادات عنيفة من منظمات حقوق الإنسان، بشأن المعاملة غير الإنسانية التي يواجهها المهاجرون في مراكز اللجوء البريطانية.

ويحاول رئيس الوزراء، ريشي سوناك، أن يتفادى عاصفة الانتقادات بشأن هذه القضية، التي تزداد حدتها يوماً بعد يوم، رغم أنه أحد أبناء مهاجرين، ومتزوج بابنة ملياردير هندي. فسوناك، البالغ من العمر 42 عاماً، من مواليد عام 1980 في مدينة ساوثهامبتون، وترجع أصول عائلته إلى الهند؛ حيث هاجر أجداده من ولاية البنجاب الهندية إلى شمال إفريقيا في بداية الأمر، ثم هاجر والداه إلى بريطانيا في ستينيات القرن الماضي. وكان والده يعمل طبيباً بينما كانت والدته تمتلك وتدير صيدلية.

قمة بريطانيا وفرنسا
فيما تتناول القمة بين باريس ولندن "تعزيز" تعاونهما، ولا سيما على الوسائل المخصصة للسيطرة على موجات تدفق المهاجرين من فرنسا، في إطار معاهدة ساندهرست الموقعة في 2018، واتفاقية جديدة أُبرمت في نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال رئيس الوزراء المحافظ لصحيفة لوفيغارو إن "كسر دائرة العصابات الإجرامية (للمهربين) أمر أساسي". وأضاف "هذا هو الواقع: تسهل منظمات إجرامية حركات الأشخاص".

لذلك تأمل رئاسة الحكومة البريطانية في "مواصلة تعزيز الدوريات" من أجل "وقف مزيد من القوارب"، والعمل "مع الفرنسيين لمنع عمليات العبور والخسائر في الأرواح في المانش"، بينما وصل أكثر من 45 ألف مهاجر بشكل غير قانوني إلى السواحل الإنكليزية في 2022 في زوارق هشة.

وفي وقت سابق، طرحت الحكومة البريطانية مشروع قانون مثير للجدل، لتقييد الحق في اللجوء بشكل كبير أدانته الأمم المتحدة بشدة، لكن قبل القمة قلّلت باريس من أهميته، بينما تراجعت لندن عن انتقاداتها السابقة لبعض التقاعس الفرنسي عن العمل على الحدود البحرية.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة