ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن آسيا وأوروبا تتطلعان إلى شبكة أوسع من التعاون والعمل الجماعي لكبح جماح الصين، بسبب تراجع القوة العسكرية الأمريكية لصالح بكين في المنطقة خلال الفترة الأخيرة.
وقالت الصحيفة إن "الدول الآسيوية التي تعتمد على دعامة القوة العسكرية الأمريكية من أجل ازدهارها حقيقة جديدة ترى أن الحماية الأمريكية لم تعد كافية الآن بعد التنافس المحتدم بين الولايات المتحدة والصين في مجالات مثل الصواريخ المتطورة والمعدات البحرية".
وأضافت الصحيفة أنه "في إطار معالجة هذه الأزمة المؤرقة، عمد جيران الصين، بدفع من الولايات المتحدة ومساعدة من أوروبا، ببناء شبكة من العلاقات الأمنية الإقليمية بغاية مشابهة لهدف منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)؛ وهو ردع دولة عظمى أدت طموحاتها المتزايدة إلى زيادة احتمالات الصراع".
وتابعت أنه "من خلال تكثيف التدريب العسكري وتبادل المعلومات والمشتريات الدفاعية، تهدف دول مثل اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية والفلبين، إلى إظهار استعداد عسكري أكبر".
وأشارت الصحيفة إلى "اجتماع دفاعي رفيع المستوى عقد في واشنطن، أمس الأول الأربعاء، عندما ناقش كبار قادة الحكومتين الأمريكية واليابانية تعميق التعاون الأمني مع الدول الآسيوية والأوروبية، كما أنهم أصدروا خططًا للتعاون العسكري الأمريكي الياباني، بما في ذلك حماية الأقمار الصناعية اليابانية ورفع مستوى القوات البحرية في أوكيناوا".
وأوضحت أن الشبكة الدفاعية الجديدة "بعيدة كل البعد عن الناتو الحقيقي"، الذي لديه معاهدة تلزم جميع الأعضاء الثلاثين بالدفاع عن بعضهم البعض في حالة تعرض أحدهم للهجوم.
ورأت الصحيفة أن "الحرب في أوكرانيا أظهرت "قيمة التحالفات العسكرية الواسعة"، مشيرة إلى أن العديد من الدول الأوروبية تشترك في الرغبة في ردع بكين.
وعلى سبيل المثال، قالت الصحيفة إن رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، قد وقع مع بريطانيا الأربعاء أيضاً اتفاقية لتسهيل المزيد من التدريبات العسكرية المشتركة، وذلك بعد اتفاق مماثل مع أستراليا.
وتابعت الصحيفة أنه تحت قيادة الزعيم شي جين بينغ، زودت الصين جيشها بأحدث الأسلحة مثل الصواريخ التي تفوق سرعة الصوت، كما أنها طورت قوات النخبة، على غرار سلاح مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)، بالإضافة إلى إعادة تنظيم الجيش لخوض صراع إقليمي بشكل أفضل.
وفي هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن إيوان غراهام، خبير الأمن الآسيوي في "المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية"، ومقره لندن، قوله: "لا تستطيع الولايات المتحدة القيام بمهمة الردع بمفردها، لذا فإن الطريقة الحقيقية الوحيدة للقيام بذلك هي مع حلفائها."
وحذرت الصحيفة أن مسألة ما إذا كانت مثل هذه الشراكة تهدف إلى إنشاء تحالف مشابه لـ "الناتو"، مما يزيد التوترات مع بكين بشكل كبير ويزيد من عدائها.
وكان كبير الدبلوماسيين الصينيين، وانغ يي، قد صرح في مارس الماضي، بأن واشنطن تريد إنشاء "ناتو آسيويًا"، متهما إياها بزعزعة استقرار المنطقة.