وسط هجمات روسية على الأراضي الأوكرانية، يبدو أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما زال يتمسك بحلمه الذي يُراوده منذ أشهر، وتطبيق "خطة النصر".وخلال الساعات الماضية، قدم الرئيس الأوكراني ما أسماها بـ"خطة النصر" خلال انعقاد قمة الاتحاد الأوروبى فى بروكسل.
وشدد في خطابه على أن روسيا ستضطر لاتباع المسار الدبلوماسي عندما تدرك أنها لن تحقق شيئا بالقوة، وهذا هو المراد تحقيقه.وبحسب ما أعلنه زيلينسكي، تضمنت "خطة النصر" 5 نقاط، الأولى: الدعوة للانضمام إلى الناتو، والثانية: طلب إرسال المزيد من الأسلحة بشكل أسرع دون قيود، والثالثة: الردع من خلال إستراتيجية شاملة غير نووية على أراضيها، والرابعة: تتعلق بالإمكانات الاقتصادية الإستراتيجية، والخامسة: تعزيز الأمن الأوروبي بفضل جيشها الذي اكتسب خبرة قتالية عالية.
وأبدى المستشار الألماني أولاف شولتس، رد الفعل المتحفظ على الخطة التي قدمها زيلينسكي.بدوره، ذكر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، أن بلاده تعتبر خطة زيلينسكي "أمرًا خطيرًا"، قائلًا إن الرئيس زيلينسكي قدم خطته لتحقيق النصر، وأن ما أوضحه بالأمس في البرلمان الأوكراني لا يمكن إلا أن يثير المخاوف.
"خطة وهمية"
وتعليقا على إعلان "خطة النصر"، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو نزار بوش، إن "حلف الناتو يدعم الرئيس الأوكراني زيلينسكي بشكل غير محدود، اقتصاديًا أو ماليًا أو عسكريًا أو إعلاميًا".وأضاف بوش لـ"إرم نيوز"، أن "خطة النصر التي وضعها زيلينسكي هي خطة وهمية، وهو لا يعرف معنى الانتصار على روسيا لأن ذلك يعني نهاية العالم".وأوضح أن "الانتصار بحسب خطة زيلينسكي هو عودة جزيرة القرم إلى أوكرانيا والمناطق الأربعة الأخرى التي ضمتها روسيا لها وهذا الأمر لم ولن يحدث على الإطلاق، لأنه إذا تنازلت روسيا وأعادت المناطق وخاصة القرم فهذا يعني تفكك روسيا من الداخل وتجزئتها وكذلك الانقلاب على الرئيس بوتين وانتصار الغرب".
حرب نووية
ورأى بوش، أن "السماح لأوكرانيا من قبل وزراء دفاع حلف الناتو بضرب العمق الروسي هو بمثابة إعلان حرب مباشرة بين روسيا والحلف، وهذا يعني أن روسيا ذاهبة إلى حرب نووية".وأضاف أن "الناتو يقوم الآن بعملية استنزاف لروسيا بهدف التهيئة لتوجيه ضربة قوية لها من جهة أوكرانيا وربما الضربة التي خططت لها دول الحلف قد تكون أكثر تأثيرًا من ضربة كورسك، وإذا حدث ذلك فإن روسيا سوف تفعل عقيدتها النووية العسكرية وبالتالي سترد بكل ما لديها من قوة على حلف الناتو".
صراع مباشر
من ناحيته، قال الباحث السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية توفيق حميد، إن "روسيا لن تدخل في صراع مباشر مع حلف الناتو على هذا النحو لأن ذلك سيكون مدمرا بالنسبة للطرفين".وأضاف حميد لـ"إرم نيوز"، أن "كلا من روسيا والناتو باستطاعتهما تدمير الآخر نوويًا، وبالتالي فإن الطرفين لا يريدان الفناء".وأضاف أنه "إذا تم ضرب العمق الروسي فإنه سيتم توجيه ضربات عنيفة لأوكرانيا بلا رحمة ولا هوادة لأن روسيا لن تسمح بأي تهديدات على حدودها". ورأى أن "إقدام أوكرانيا على توجيه ضربات لروسيا، بمثابة عملية انتحارية بالنسبة لأوكرانيا بسبب الرد الروسي العنيف المتوقع على هذه الخطوة، وخاصة أن أوكرانيا لا تتبع حلف الناتو بشكل رسمي، وبالتالي حتى لو وُجهت ضربة نووية لأوكرانيا فإن الغرب غير مجبر تمامًا بالدفاع أو الرد عن كييف بالأسلحة النووية".