06 Nov
06Nov

قال خبراء في العلاقات الدولية إن قيام إيران بتوجيه ضربة إلى إسرائيل في إطار مسلسل "الرد المتبادل" بين الجانبين، في هذا التوقيت، مرتبط إلى حد كبير بمؤشرات نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وأكدوا أن أي  رد إيراني سيخضع لما قبله بين تل أبيب وطهران، بتنسيق مسبق يتعلق بشكل وحجم الضربة وتوقيتها وأهدافها أيضاً. وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن قواعد الاشتباك القائمة بين طهران وتل أبيب بشكل مباشر، لا تجعل إيران تذهب وتورط نفسها في اغتيالات بالداخل أو الخارج الإسرائيلي، قد ينتج عنها ردود فعل قاسية لاسيما في ظل ما ظهر في الفترة الأخيرة من اختراق تل أبيب لمواقع في القلب الإيراني. ويأتي ذلك وسط رفع الجيش الإسرائيلي درجة التأهب بسبب ما هو منتظر من رد إيراني على الهجمة الإسرائيلية الأخيرة أو ما قد يصل من تهديدات إيرانية إلى القيام بعمليات اغتيال لمسؤولين إسرائيليين كبار في الداخل أو الخارج.

تنسيق

 ويقول الباحث في الشأن الإيراني، عادل الزين، إنه سواء مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية أو غير ذلك، فإن التنسيق حاضر، والحديث عن أن طهران تستغل الانتخابات لتجهيز ضربة إلى إسرائيل، يكون على غرار ما تم قبل ذلك، بحضور واشنطن، وهذا لا يمنع أن يكون هناك رد إيراني في هذه الفترة وحتى ظهور نتائج الانتخابات وإعلان الفائز سواء، ترامب أو هاريس.

ويوضح الزين أن حديث طهران عن رد غير منسق مع الجانب الأمريكي تجاه إسرائيل، هو ادعاء ونوع آخر من التفاوض مع الجوانب المشاركة في عملية "الرد والرد الآخر" الذي سيظل متبعاً ومستمراً. وأشار الزين إلى أن تعامل طهران في هذا التوقيت محسوب إلى حد كبير بمؤشرات نتائج الانتخابات الرئاسية؛ لأن أي قرار سيتخذ في توجيه رد من عدمه، سيكون مرتبطاً إلى حد كبير بما تشهده الولايات المتحدة والمرشح الأقرب إلى الفوز. واستكمل الزين بأن قواعد الاشتباك القائمة بين طهران وتل أبيب بشكل مباشر، لا تجعل إيران تذهب وتورط نفسها في اغتيالات بالداخل أو الخارج الإسرائيلي؛ الأمر الذي قد ينتج عنه ردود فعل قاسية لاسيما في ظل ما ظهر في الفترة الأخيرة من اختراق إسرائيل لمواقع في القلب الإيراني، وهو ما يجعل الذهاب إلى الاغتيالات أمراً يحمل تهوراً في التصعيد. 

دور كبير

فيما يرى المحلل السياسي، طاهر أبو نضال، أن الانتخابات الأمريكية لها دور كبير في تأجيل الرد، وسط تخوف لدى طهران من وصول الجمهوريين إلى البيت الأبيض، وهم يعتبرون ترامب طرفاً صعباً في التعامل معهم ومع مشروعاتهم لاسيما التوسعية. ويشير أبو نضال إلى أن النظام الإيراني يمر بأزمات اقتصادية وأمنية وسياسية صعبة، وهو ما يتم التعامل على أساسه من جانب طهران في أي مخطط أو تعامل مع إسرائيل، لاسيما في ظل ما لحق بالميليشيات الإيرانية سواء ما وقع لـ"حزب الله" في لبنان، أم التطورات الأخرى في العراق، والحديث عن ضرورة حصر السلاح في يد الدولة فقط؛ ما يدل على أن الخاسر الوحيد في حال الرد هو طهران. وأردف أبو نضال أن المستقبل القريب سيوضح عدة إشارات في ظل ما تعاني منه إيران من عزلة دولية وهو ما سيأخذ شكلا آخر مع الانتخابات ونتيجتها، وسط اعتبارات أخرى يضعها قادة إيرانيون من أوضاع داخلية، واختراق إسرائيل مؤخراً للعديد من المؤسسات بالداخل.

دعاية

 الخبير في الشأن الإيراني، د. محمد المذحجي، يستبعد قيام طهران بعمل ضد إسرائيل في هذا التوقيت المرتبط بنتائج الانتخابات الأمريكية الذي سيحمل في جميع الأحوال مستجدات واعتبارات، لافتاً إلى أن ما يدور من جانب طهران حول هذا التهديد عبارة عن دعاية في المدى القصير. واستند المذحجي في استبعاده إلى أن طهران تتعامل بشكل خاص مع الانتخابات الأمريكية، وأنها ستعمل على جني ثمار اقتصادية من الجانب الأمريكي سواء كانت الإدارة جمهورية أو ديمقراطية. وفسر ذلك بالقول إن طهران ستتعاون مع واشنطن في ظل أي إدارة، في ملف لبنان وغزة لإنهاء الصراع، ولتحقيق مكاسب سواء مع وجود ترامب أو هاريس.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة