أكد ساسة أمريكيون، أن مقاطعة عدد من الديمقراطيين لحفل تنصيب الرئيس الجمهوري المنتخب، دونالد ترامب، في 20 من الشهر الجاري، تأتي في إطار الرد على أحداث الكابيتول التي تورط فيها أنصاره قبل 4 سنوات، اعتراضا على فوز الرئيس الديمقراطي جو بايدن.وأضافوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الديمقراطيين يرون أن هذا اليوم يكون دائما للاحتفال بـ"مارتن لوثر كينغ" الذي ضحّى من أجل قيم يرون انتهاج ترامب نقيضها، من حيث موقفه من النساء والملوّنين في الولايات المتحدة.
حدث استثنائي
وتقام مراسم التنصيب تقليديا في الهواء الطلق على الجانب الغربي من مبنى الكونغرس الأمريكي، ويعد هذا التنصيب حدثا استثنائيا؛ إذ يصبح ترامب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة، والثاني في تاريخ البلاد الذي يتولى ولايتين غير متتاليتين، بعد كروفر كريفلاند في القرن التاسع عشر.وستجرى مراسم أداء القسم على الدرجات الغربية لمبنى الكابيتول، حيث سيؤدي جي دي فانس، نائب الرئيس، اليمين أوّلا، يليه ترامب الذي سيقسم اليمين الدستورية التقليدية تحت إشراف رئيس المحكمة العليا.
أحداث الكابيتول
ويرى عضو اللجنة الاستشارية في الحزب الجمهوري الأمريكي، الدكتور أحمد صوان، أن جانبا كبيرا من مقاطعة عدد من الديمقراطيين لحفل تنصيب ترامب، يأتي ضمن الرد على أحداث الكابيتول التي قام بها أنصاره قبل 4 سنوات، وقت تنصيب الرئيس بايدن اعتراضا على فوزه.وقال صوان في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن وجود ترتيب بين جانب من الديمقراطيين على عدم حضور التنصيب، يتعلق بشعورهم بأن ترامب غير كفء، وأن هناك أحكاما قضائية صادرة ضده، وهو الأمر الذي لا يليق معه الاحتفال بتنصيبه رئيسا للبلاد.واستبعد صوان أن تؤثر هذه الحالة على ممارسة ترامب لعمله وخططه خلال العامين المقبلين، في ظل امتلاك الجمهوريين أغلبية بالكونغرس سواء كان في مجلس النواب أو الشيوخ، لافتا إلى أن التأثير من الممكن أن يظهر في حال حصول الديمقراطيين على الأغلبية في الانتخابات المقبلة.
أسباب مقاطعة التنصيب
فيما يقول السياسي وعضو الحزب الديمقراطي، نعمان أبو عيسى إن جانبا من الديمقراطيين غير راضين بشكل عام على فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، والعديد منهم صرّح بمقاطعة التنصيب على خلاف العادة الأمريكية، التي تشهد جمعا من الجمهوريين والديمقراطيين لنقل السلطة بشكل سلس.وأرجع أبو عيسى في تصريح لـ"إرم نيوز" غياب جزء كبير من الديمقراطيين عن تنصيب الرئيس الجمهوري، إلى عدة أمور من بينها أن ترامب ذاته قد قاطع حفل تنصيب الرئيس جو بايدن في 2021، الأمر الذي أعطى العذر لكثير من الديمقراطيين في عدم حضور تنصيب ترامب، وعلى رأسهم رئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، التي مزّقت خطاب ترامب في الكونغرس قبل 4 سنوات.
"يوم مارتن لوثر كينغ"
ومن بين أسباب غياب جانب من الديمقراطيين عن التنصيب، بحسب أبو عيسى، أنهم يتعاملون مع هذا اليوم بشكل عام على أنه "يوم مارتن لوثر كينغ" الذي يعتبر رمزا وضحّى من أجل قيَم قام بتمثيلها، والتي تختلف في كثير منها عن ترامب الذي يصفه البعض بـ"العنصرية" وأنه ضد النساء والملوّنين في أمريكا.وأشار إلى أن ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأسبق، باراك أوباما، قررت مقاطعة التنصيب، مرجحا أن تكون لها في هذا الصدد أهداف سياسية تتعلق بآمالها في الوصول إلى منصب الرئاسة في المستقبل القريب.وذكر أبو عيسى، أن البرد القارس في العاصمة الأمريكية، قد قلّص بشكل كبير مناسبات ضمن حفل التنصيب الذي تكلّف فعالياته ما يصل إلى 200 مليون دولار، تبرّعت بها الشركات المهمة والضخمة.