01 Apr
01Apr

اعتبر تقرير فرنسي أن انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي يشكل انتكاسة استراتيجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من شأنها أن تزيد من عزلة روسيا بعد أكثر من عام على غزوها أوكرانيا.وانضمّت فنلندا رسميًا إلى حلف "الناتو" دون أن تكون السويد على جانبها بسبب اعتراض تركيا على ذلك.


وتعزّز هذه العضوية الجديدة القدرات الدفاعية المشتركة، لكنها تعرّض البلد إلى تهديدات الروس، وفق التقرير الذي نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.

ومع التصويت الأخير للبرلمانيْن المجري والتركي، يوم الخميس، وافق الثلاثون عضوا على دخول البلاد إلى الحلف، عشية الانتخابات التشريعية التي تشهدها البلاد هذا الأحد 2 أبريل / نيسان، حيث تضع رئيسة الوزراء الشابة ذات الكاريزما سانا مارين تفويضها على المحك.


وبحسب التقرير، يخلق هذا الانضمام السريع لفنلندا إلى الحلف شعورا لدى الغرب بأنه تسبب في انتكاسة استراتيجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد عام وشهر من غزوه أوكرانيا.


وأكدت "لوفيغارو" أنّه لم يحدث أن كانت عملية انضمام عضو جديد إلى "الناتو" بهذه السرعة، حيث بدأت إجراءات انضمام فنلندا قبل سنة، أي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وتحدث أمين عام الحلف ينس ستولنبرغ بحماسة عن أنّ بوتين كان يريد حلفا أضعف لكن الحلف يضم المزيد من الأعضاء، وفق قوله.


وبحسب التقرير، فإنّ حلف "الناتو" سيتمكن قريبًا من الاستفادة من "القدرات المتقدمة" للجيش الفنلندي، و"تمتلك فنلندا دبابات قتالية أكثر من ألمانيا" وفق ما أكده إيسا بولكينين، أمين عام وزارة الدفاع الفنلندية، وأضاف أن "الحرب في أوكرانيا كشفت عن عجز في القدرات" لدى أوروبا.


ويبلغ عدد سكان فنلندا 5.6 مليون نسمة، وهي دولة صغيرة في الاتحاد الأوروبي على الحدود مع روسيا، وخلال الحرب الباردة كان على البلاد قبول الحياد القسري تحت ضغط من الاتحاد السوفيتي.


ومع ذلك ظلت قدراتها العسكرية أكبر نسبيًا من حجمها مع 19000 جندي نشط و238000 جندي احتياطي، وحوالي مائة دبابة ليوبارد 2، وحوالي خمسين طائرة مقاتلة من طراز F / A 18.


وبحسب المسؤول الفنلندي، فإنّه بعد غزو أوكرانيا أصبحت بلاده تشعر أن إطارها الأمني لم يعد كافيا مع وجود تهديدات لفظية روسية.


وستستفيد فنلندا الآن من حماية الحلفاء المرتبطين بالمساعدة المتبادلة بموجب المادة 5 من اتفاقية الحلف، وستكون قادرة أيضًا على الاستفادة من المظلة النووية الحليفة.


وأشار التقرير إلى أنّه تم الشروع في عملية التعميق الأمني حتى قبل اكتمال عملية الانضمام، وفي مارس / آذار، أعلنت أربع دول من دول البلطيق، الدنمارك والنرويج وفنلندا والسويد، تجميع قدراتها الجوية وإنشاء أسطول مشترك من 250 طائرة.


وبحسب التقرير، فإن عضوية فنلندا في "الناتو" تعزز القدرات الدفاعية المشتركة، وستكون هلسنكي الآن قادرة على المشاركة في بعثات الحلفاء لإعادة التأمين، كما سيتمكن الحلف أيضًا من بسط مراقبة مصالحه في أقصى الشمال (على تخوم روسيا)، وسوف تجد روسيا نفسها أكثر عزلة في منطقة القطب الشمالي، حيث سيكون جميع الأعضاء الآخرين (باستثناء السويد في الوقت الحالي) أعضاء في "الناتو".


وأشار التقرير إلى ما سماه "الحصار التركي" على السويد، معتبرا أنّه إذا استمر هذا الحصار سيتعين على فنلندا تكييف تنظيمها الاستراتيجي الإقليمي حيث يرتبط البلدان بشكل وثيق في عدد من القضايا الاستراتيجية.


والمقصود بالحصار التركي هو اعتراض تركيا على التصويت على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي؛ بسبب توتر العلاقات بينهما على خلفية اتهامات من أنقرة بوجود مسلحين أكراد على الأراضي السويدية.


ويتطلب الانضمام إلى "الناتو" الحصول على موافقة جميع الدول الأعضاء وعددها 30، ومن بينها تركيا.


وحذّر التقرير من أنّ "هذا الوضع المتذبذب لن يخلو من المخاطر على الحلف، فقد يترك منطقة رمادية يمكن استغلالها من قبل روسيا، بينما يأمل "الناتو" في أن تنجح عملية انضمام السويد بعد الانتخابات التركية المقرر إجراؤها في مايو / أيار القادم".

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة