"طهران تتحكم بأذرعها".. ما فحوى "رسالة خامنئي" لأمريكا؟
"طهران تتحكم بأذرعها".. ما فحوى "رسالة خامنئي" لأمريكا؟
26 Sep
26Sep
يقول خبراء في الشأن الإيراني إن فحوى رسالة المرشد علي خامنئي إلى الجانب الأمريكي، تتمثل في أن "طهران تتحكم بأذرعها في المنطقة"، مشيرين، في الوقت نفسه، إلى "تقاسم أدوار" بين خامنئي والقيادات الإيرانية.وكان خامنئي ظهر في خطاب متلفز، تزامناً مع وجود الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في الولايات المتحدة، ليؤكد أن الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل في لبنان "لن تهز حزب الله"، وأن "تصدي حزب الله لإسرائيل من أجل غزة هو جهاد في سبيل الله".
ويتزامن ذلك مع ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية، عن وجود 40 ألف مقاتل ينتظرون إشارة أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، قرب الجولان.
أوراق تفاوض
ويقول الباحث في العلاقات الدولية أحمد سعيد، إن هناك تقاسم أدوار إلى حد كبير بين المرشد الأعلى وقادة النظام الإيراني، ومنهم بزشكيان، دون وجود تخبط أو انقسام، أو صراع بين تيار متشدد وآخر إصلاحي؛ لأن الخطط جاهزة والجميع يسير فيها، إلا أن المرجعية للمرشد.
وأضاف سعيد "، أن "تقاسم الأدوار" يأتي في سياق أن النظام الإيراني يستطيع جيدًا اللعب على الجبهات كافة، حيث يتواجد فريقه في نيويورك، وفي مقدمته بزشكيان الذي قدم ما رآه البعض تصريحات محبطة لـ"حزب الله"، لتأتي رسائل الدعم من "خامنئي" بما خرج منه مؤخرًا.
ويرى سعيد أن بقية الميليشيات الإيرانية التي يدور حولها الحديث بأنها جاهزة لدعم "حزب الله" وأن إيران تملك أوراق تفاوض مع الجانب الأمريكي، تتضمن مدى تحكمها في هذه الميليشيات.وأوضح أن أي وجود أو استعدادات لهذه الميليشيات في الوقت الراهن، يدور في استخدامها كأوراق ضغط وأيضا استعراض قوة عبر التفاوض مع الجانب الأمريكي من جهة للحصول على مكاسب، وإذا تم تحرك أي فصيل منها تجاه أي أهداف أمريكية أو إسرائيلية، يكون محاولة لتمرير بند أو التعامل مع صيغة معينة في ما يدور من اتفاقيات.
وتابع سعيد أن ما خرج من "خامئني" في هذا الإطار، هو أيضًا نوع من الدعم المعنوي لبيئة "حزب الله" ومقاتليه من جهة، والتشويش على كل ما جاء بأن إيران عبر مواقفها الأخيرة، تهتم فقط بمصالحها، وأن ميليشياتها للتضحية فقط والحرب بالوكالة نيابة عنها.
مكاسب آنية
ويتفق مع هذا، المحلل السياسي المختص في الشأن الإيراني، صلاح أبو شريف، الذي ركز على مدى المراوغة القائمة من جانب النظام الإيراني عبر مرشدهم خامنئي، وجميع المسؤولين الإيراني؛ للتوصل إلى ما يتم العمل عليه، بما يحقق أهداف طهران في هذه المرحلة مع الولايات المتحدة.
وأوضح صلاح"، أن إيران تحاول الحصول على أي مكاسب آنية مهما كانت التضحية، وحتى لو كان على حساب أذرعها إلى حد ما، وذلك بعد أن وصلت أزماتها الداخلية إلى اللاعودة، وأثرت عليها الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي باتت تهدد وجود هذا النظام. وأشار إلى أن "حزب الله" هو تاج كل أذرع إيران ورأس حربتها في المنطقة لتمرير سياستها، وهو من نفذ سياسات طهران في سوريا واليمن والعراق والهيمنة على الدولة اللبنانية لدعم مصالح إيران، لتجيء ردود فعل الرئيس الإيراني ووزير خارجيته بأن الحزب يستطيع الدفاع عن نفسه، مما يدل على أن طهران لا تريد المجازفة بما وصلت إليه في نيويورك مع الجانب الأمريكي.
وتناول صلاح حضور أذرع إيرانية في انتظار إشارة المرشد لدعم "حزب الله"، بالقول إن هذه الميليشيات "وظيفية"، من الممكن أن يكون لها دور في التعامل معنويًا بالوقت الحالي مع الحاضنات، وأيضا من جهة أخرى، أن يحمل وجودها رسائل لصالح أهداف إيران في تفاوضها.ولكن صلاح أرجع عدم نشاط تلك الميليشيات بالشكل المنتظر في الأيام الماضية إثر ما تعرض له "حزب الله" مقارنة بما كانت تقوم به في حرب غزة، إلى أن وجودها "وظيفي" كما أنها "منهكة" بشكل كبير.