اعترف حلف "الناتو"، نقلا عن دبلوماسيين، بعدم قدرته على أن يعرض عضويته على أوكرانيا في المستقبل القريب.
جاء ذلك وفق ما نقلته "فاينانشال تايمز" عن دبلوماسيين من الدول الأعضاء في الحلف لم تسمهم، حيث قال أحدهم: "إن الرسالة التي تحمل طلب أوكرانيا مطروحة على الطاولة، لكننا ببساطة نتجاهلها"، فيما قال دبلوماسي آخر إن "الناتو" لن يتمكن من منح أوكرانيا العضوية في أي وقت قريب، ولكن "من الممكن الحديث عن علاقة أوثق ما بين (الناتو) وأوكرانيا"، مشيرا إلى أن لدى "الناتو" الآن "فجوة تمويل كبيرة لذلك".
ووفقا للصحيفة، فإن موقف "الناتو" يسبب غضبا متزايدا بين المسؤولين الأوكرانيين، الذين يريدون في قمة "الناتو" الحصول على "بعض النتائج"، حيث قال رئيس مكتب فلاديمير زيلينسكي، أندريه سيبيغا، في حديثه للجريدة: "نحن نحتاج في قمة (الناتو) الحصول على بعض النتائج. لا نحتاج فقط إلى إعلان بشأن سياسة الباب المفتوح، بل نريد الحصول على شيء بضمانات محددة.
أعني ضمانات موثوقة، وليس تأكيدات، واتفاقيات، وإجراءات أمنية".
وكان وزراء خارجية "الناتو" قد أعلنوا في وقت سابق أنهم سيبدأون اجتماعا لمدة يومين في بروكسل اليوم الثلاثاء، والذي سيشمل مراسم انضمام فنلندا إلى الحلف، فضلا عن الإعلان عن برنامج متعدد السنوات لدعم أوكرانيا.
ووفقا لـ "فاينانشال تايمز"، يتعين على وزراء خارجية "الناتو" مناقشة البدائل الممكنة لعضوية أوكرانيا في الحلف، إلى جانب الدعم المالي لكييف.
وكان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي قد أعلن، نهاية سبتمبر الماضي، أن أوكرانيا تتقدم بطلب للانضمام إلى "الناتو" على وجه السرعة، فيما أشار مساعد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للأمن القومي جيك سوليفان إلى أن تنفيذ مثل هذا الإجراء جاء الآن في وقت متأخر.
من جانبه أقر الأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرغ، في تعليقه على بيان زيلينسكي، بموقف الحلف الذي لم يتغير بشأن حق كل دولة في تحديد مسارها وسياسة "الباب المفتوح"، لكنه شدد على أن الحلف سيركّز جهوده على مساعدة كييف في الدفاع عن نفسها.
أما الكرملين، فقد صرح المتحدث باسمه دميتري بيسكوف بأن موسكو تراقب الوضع عن كثب، وتعيد إلى الأذهان أن توجّه كييف نحو التحالف كان من أحد أسباب بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.