كشف مصدر خاص لـ"إرم نيوز"، أن محاولة اغتيال القيادي البارز في "حزب الله" علي كركي فشلت "بمعجزة"، نافياً التسريبات التي تزعم إفشال ما يسمى "وحدة الاستخبارات المركزية" التابعة لحزب الله، عملية اغتيال كركي، بعد القبض على عميل يعمل لصالح الموساد الإسرائيلي ومسؤول عن تسريب معلومات حول مكان وجود القيادي في الحزب علي الكركي وقادة آخرين في الحزب.
المصدر قال إن هذه الأنباء غير دقيقة لعدة أسباب، أولها أنه وبعد محاولة اغتيال علي كركي الفاشلة، اغتيل قائد الوحدة الصاروخية في الحرب إبراهيم قبيسي وبعملية دقيقة جدًّا، حيث أصيب جزء معين من البناء فقط وبمنطقة خارج الضاحية؛ ما يعني أن اعتقال الجاسوس "المفترض" لم يمنع عملية اغتيال قائد رفيع آخر بعد ساعات من محاولة اغتيال كركي.وشرح المصدر أن عملية اغتيال كركي فشلت بمعجزة، ذلك أن القنابل التي استخدمتها إسرائيل لم تنفجر، لأن أيًّا منها لم يخرق طبقات البناء الذي كان متواجدا فيه باتجاه الأقبية المشيدة أسفل البناء، حيث يوجَد الكركي.
وذكّر المصدر أيضًا بعملية اغتيال صالح العاروري التي حدثت بعد استهداف البناء الذي يقيم فيه العاروري، حيث اخترقت 6 قنابل السطح، وعبرت العديد من الطبقات لتنفجر بالطابق الذي يقيم فيه.ورجح المصدر أن القنابل المستخدمة مزودة بصاعق ينفجر بعد عبور عدد معين من الطبقات، ويبدو أن القنابل المستخدمة لم تصل إلى الطبقة أو القبو حيث يوجَد الكركي.وأشار المصدر إلى أن صواعق القنابل التي تستخدمها إسرائيل عبارة عن عدة أنواع: تزامني (مؤقت) وتلامسي (بمجرد اللمس)، وهناك أيضًا نوع تلامسي يتحسس عدد الطبقات التي تعبرها القنبلة قبل أن تنفجر، وهذا هو النوع المستخدم في عمليات الاغتيال، ويبدو أن عطلًا ما، حال دون اختراق القنبلة للعدد الصحيح من الطوابق.وذكّر المصدر أن حزب الله استغرق وقتًا قبل أن ينفي اغتيال كركي، بل قال إنه بأمان، ما يؤكد فرضية وجوده في المكان المستهدف، ولكن دون أن تصل القنابل إلى هدفها.
وأغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء الاثنين الفائت على مبنى سكني في الضاحية الجنوبية، تلاه إعلان من الجيش الإسرائيلي نقلته صحف هآرتس ومعاريف والقناة الـ12 وبضع وسائل إعلام إسرائيلية جاء فيه أن سلاح الجو نفذ عملية في الضاحية الجنوبية لاغتيال "علي كركي". فيما أكد حزب الله أن علي كركي "بخير، وهو في مكان آمن".
بروباغندا لصالح حزب الله
وكانت أنباء تحدثت أن "وحدة المراقبة" في جهاز الاستخبارات المركزية العامل ضمن هيكلية حزب الله تحت مسمى "الوحدة 200"، تمكنت من القبض على جاسوس بمركز قيادي في الحزب أسهم بإيصال معلومات حساسة إلى الجانب الإسرائيلي.
وقالت إنّ الجاسوس زاد نشاطه عقب الهجوم السيبراني الذي نفذته إسرائيل قبل أسبوع بتفجير أجهزة "البيجر"، مشيرًا إلى أن ما زاد الشبهة حول العميل هو عدم امتثاله لتعليمات وحدة المراقبة التي نصت على عدم استخدام أي أجهزة اتصالات مربوطة بالشبكات اللاسلكية.وزعمت أنه "للتأكد من تورط القيادي بأعمال تجسس، سرّبت الاستخبارات المركزية معلومات له بشكل غير مباشر عن موقع في الضاحية الجنوبية يستخدمه قائد الجبهة الجنوبية في حزب الله كمقر للإقامة وإدارة المهام".وادعت أنه "عقب أقل من ثلاث ساعات من إيصال المعلومات الوهمية نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية هجومًا جويًّا استهدف الموقع الذي تلقاه الجاسوس؛ ما أثبت للحزب تورطه بالتخابر لصالح الموساد، لافتًا إلى أنّ إعلان وسائل إعلام عبرية أنّ المستهدف في تلك الغارات هو كركي أكّد شكوك الوحدة بالمشتبه فيه.وقال المصدر الخاص" إن هذه الأنباء والتسريبات عارية عن الصحة، وأنها لا تعدو عن كونها "بروباغندا" هدفها ترميم صورة حزب الله واستخباراته بعد الضربات القوية والاختراقات الهائلة للميليشيا في الفترة الأخيرة.