قال ساسة وخبراء أمريكيون إن تصريح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بأن تركيا نفذت عملية "استيلاء غير ودية" في سوريا، يكشف إلى حد كبير عدم اتفاقه مع الطريقة التي تدخلت بها أنقرة في الشمال السوري مؤخرا.
وأوضحوا"، أن تصريحات ترامب توحي بأنه سيعمل فور تسلمه السلطة في يناير كانون الثاني المقبل، على منع أي مساع تعمل عليها أنقرة لفرض هيمنتها على سوريا.وكان ترامب قد وصف إطاحة الفصائل المسلحة بالرئيس السوري بشار الأسد بأنها "استيلاء غير ودي" نفذته تركيا حليفة الولايات المتحدة.
وقال خلال مؤتمر صحفي حول النزاع السوري في مقر إقامته بفلوريدا "أعتقد أن تركيا ذكية للغاية.. لقد قامت بعملية استيلاء غير ودية، دون خسارة الكثير من الأرواح".وتابع: "أستطيع أن أقول إن الأسد كان جزارا، وما فعله بالأطفال كان وحشيا".
ولفت ترامب، إلى أن "تركيا تملك المفاتيح في سوريا"، مشيرا إلى علاقته "الودية" مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
حول ذلك يقول عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، الدكتور أحمد صوان، إن ما خرج على لسان ترامب يوضح نيته مع تسلمه السلطة منع أي مساع تعمل عليها تركيا لفرض سياستها أو هيمنتها أو استقطاع أراض سورية عبر الفصائل المسلحة التي تدعمها تركيا، أو السماح بفتح الطريق عبر هذه الفصائل أو تيارات أخرى، بممارسات قد تعيد تنظيم "داعش" الإرهابي مجددا.
وأوضح صوان أن حديث ترامب يكشف أنه إلى حد كبير ليس موافقا على العملية التي تقوم بها تركيا بشكل أو بآخر في الشمال السوري، أو تدخلها بهذه الطريقة.
ولفت إلى أن تصريحات ترامب تشير إلى أنه سيكون هناك موقف أمريكي مغاير عن موقف إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، حول التدخل في سوريا بشكل مباشر أو غير مباشر أو من خلال وكلاء معروف أن أنقرة تقف وراءهم وتدعمهم.وتابع صوان أن التصريح الصادر عن ترامب بهذه الصراحة والشفافية يؤكد أنه ليس سياسيا تقليديا، حيث قدم من خلال وصف عبر كلمتين ما جرى في سوريا خلال الفترة الأخيرة.
وأشار صوان إلى أن اختلاف ترامب مع شكل من أشكال التدخل التركي في سوريا يعود إلى رغبته في عدم تدخل الدول في شؤون دول أخرى، وذلك في إطار هدفه خلال ولايته بإنهاء النزاعات، لاسيما أن مثل هذا التدخل حتى لو كان له شكل غير مباشر، قد يعزز الصراعات بشكل أو آخر.
وذكر المحلل السياسي الخبير في الشؤون الأمريكية، أحمد محارم، أن تصريحات ترامب تأتي في وقت تعمل فيه تركيا على تعظيم نفوذها في المنطقة، إذ باتت تمتلك معظم الأوراق في سوريا، فيما ترتبط الولايات المتحدة بعلاقة تحالف مع مكون تعاديه أنقرة، وهو قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وبين محارم أن أمريكا تدعم الأكراد ممثلين في قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وتواجدت في مناطق كثيرة خلال السنوات العشر الأخيرة في شمال سوريا، في ظل مساندة "قسد"، بينما تخطط تركيا في هذه المرحلة للقضاء على تسليح "قسد"، وهو ما يضر بالمصالح الأمريكية.
وأردف محارم أن ما خرج من ترامب يوضح رفض واشنطن، لا سيما مع إدارته التي ستتسلم مهامها الشهر المقبل، المساس بقوات سوريا الديمقراطية وتسليحها ووجودها، وهو ما تستهدفه أنقرة، الأمر الذي من المنتظر أن يرافقه تفاهمات حول هذا الشأن، بين ترامب وأردوغان.