تواصل القوات الإسرائيلية عمليات التوغل في المنطقة الحدودية، جنوبي لبنان، ويترافق هذا مع عملية تدمير واسعة أصابت قرى وبلدات المنطقة التي أصبحت غير صالحة للسكن بأي شكل من الأشكال.
عن الدمار الهائل الذي أصاب المنطقة الممتدة على طول الحدود، واستهدف 25 بلدة مع تدمير 40 ألف وحدة سكنية، موضحة أن الخطة الإسرائيلية تقضي بإقامة منطقة عازلة معزولة؛ بهدف حماية المستعمرات الإسرائيلية في الجهة المقابلة.
وقالت الصحفية آلاء محمد علي إن معظم القرى الواقعة بمحاذاة الخط الأزرق أصبحت مدمرة بالكامل بعد عمليات الجيش الإسرائيلي من قصف وغارات جوية، بالإضافة الى التفخيخ الجماعي للأحياء بغية تدميرها بالكامل والتي تم رصدها من قبل صور الأقمار الاصطناعية والفيديوهات التي يسربها الجيش الإسرائيلي عبر منصاته الإعلامية، ولفتت" إلى أن أهالي هذه القرى هجَروها بالكامل منذ بدء العمليات البرية التي بدأت الشهر الماضي.
وأضافت محمود أن معلومات موثقة صادرة عن أحد مراكز الإحصاء اللبنانية أكدت "هدم 25 بلدة بالكامل وتم رصد تدمير 40 ألف وحدة سكنية بالكامل"، وهي بلدات: مروحين، وعيتا الشعب، ورامية، ورميش، ويارون، وعيترون، وبليدا، وميس الجبل، وحولا، وعديسة، وكفركلا، وحلاتا، وبسطارة، وشبعا، وأطراف كل من كفرشوبا والخيام، ومركبا وعيتا الشعب وبيت ليف ودبل ورشاف وشيحين.
وتشير محمود إلى أن "المنطقة الحدودية التي دمرت يقطنها أكثر من 120 ألف مواطن لبناني قد لا يستطيعون العودة إذا ما أصرت إسرائيل على إقامة منطقة عازلة، كما أن مقدرات العيش أصبحت معدومة كليًّا كون أهالي هذه المنطقة يعتمدون على الزراعة ومواسم التبغ والزيتون بالإضافة إلى تربية المواشي، ومع التدمير الحاصل وقصف المساحات الزراعية، فإن أبناء المنطقة سيحرمون من مصادر رزقهم بشكل أكيد".
العقيد المتقاعد في الجيش اللبناني جميل أبو حمدان قال إنه لدى مراقبة ما يقوم به الجيش الإسرائيلي في القرى الجنوبية وتلك الواقعة بالقرب من الحدود مباشرة، يتبين وبوضوح أن العملية لا تتم بشكل عشوائي إنما تتم بطريقة مدروسة وممنهجة ودقيقة، تهدف إلى إقامة منطقة مكشوفة على طول الحدود بعمق لا يقل عن ثلاثة كيلومترات.
وأعرب عن خشيته من أن تصر إسرائيل على إبقاء هذه المنطقة على ما هي عليه أي مدمرة بالكامل مع منع عودة الأهالي إليها.ويضيف أبو حمدان خلال حديثه " أن سبب الاصرار على محو هذه المنطقة لا يتعلق فقط بالقضاء على قدرات "حزب الله" والأنفاق التي أقامها في المنطقة، بل يتعلق بحماية المنطقة الشمالية لإسرائيل كون هذه المنطقة تعد منطقة كاشفة وقد تستعمل مستقبلًا لإطلاق الصواريخ نحو المستوطنين.
ولفت إلى أن هذه المنطقة لطالما كانت تهديدًا لإسرائيل منذ إقامة الدولة، حيث كانت منطَلَقًا للعمليات الفدائية التي تقوم بها مجموعات فلسطينية ولبنانية، وأقامت لفترة طويلة جيشًا تابعًا لها وهو جيش لبنان الجنوبي الذي تزعمه الضابط السابق في الجيش اللبناني أنطوان لحد والذي انتهى دوره بعد الانسحاب الإسرائيلي التام من لبنان، إلا أن "حزب الله" عاد وعزز حضوره في هذه المنطقة بشكل كبير.
وأشار أبو حمدان إلى أن إسرائيل كشفت عن أنفاق تربط الجانبين اللبناني والفلسطيني المحتل وعلى ما يبدو كانت مجهزة من قبل الحزب للتسلل إلى الداخل الإسرائيلي على غرار عملية طوفان الأقصى، ويقوم الجيش الإسرائيلي بإغراق هذه الانفاق بمادة الأسمنت لصعوبة تفجيرها وإبطال فاعليتها.