قالت صحيفة لوموند الفرنسية، إنه بينما تتجه الأنظار نحو الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في 5 نوفمبر، تلعب النساء ذوات البشرة السمراء في جورجيا دورًا محوريًّا في دعم نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وأكدت الصحيفة أن الفجوة بين الجنسين في تفضيلات التصويت تعمّقت اعتمادًا ملحوظًا، إذ تُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة من شبكة (NBC) أن النساء يمِلن إلى دعم هاريس بشكل متزايد، على حين يُفضل الرجال دونالد ترامب.
توجهات الناخبين
ولفتت الصحيفة أنه في ضواحي أتلانتا، يواصل متطوعو منظمة "Georgia Stand-Up"، وهي منظمة مدنية غير حزبية، تعبئة الناخبين، مع التركيز على النساء السوداوات اللواتي قد يكنّ حاسمات في هذا الولاية المتأرجحة.مؤكدة أن جورجيا، التي فاز بها جو بايدن بفارق ضئيل بلغ 12,000 صوت في عام 2020، تُعدّ مجددًا ساحة معركة محورية، وهؤلاء المتطوعون الذين يرتدون قمصانًا زاهية الألوان، يعملون على جذب الناخبين المهمشين، لا سيما النساء إلى صناديق الاقتراع.وتجدر الإشارة إلى أن منظمة ""Georgia Stand-Up تأسست قبل 20 عامًا، وتهدف إلى زيادة التصويت التقدمي من خلال التثقيف المدني.
وبدوره يقول هوراس كوبر، أحد قدامى المحاربين في فيتنام وقائد فريق المتطوعين: "النساء هن القوة الدافعة لاستجابتنا"، مشيرًا إلى أن كامالا هاريس تعتمد اعتمادًا كبيرًا على دعمهن.وتأتي هذه الانتخابات وسط انقسام حاد في توجهات الناخبين، إذ يتقدم ترامب بين الرجال، بينما تتمتع هاريس بتأييد كبير بين النساء.
قانون الإجهاض
وأكدت "لوموند" أن هذا الدعم المتزايد يعود جزئيًّا إلى تآكل حقوق المرأة، ولا سيما بعد قرار المحكمة العليا في عام 2022 الذي ألغى الحماية الفيدرالية للإجهاض، موضحة أن هذا القرار أدى إلى تعبئة كبيرة بين النساء، ولا سيما في جورجيا التي تشهد قوانين صارمة بشأن الإجهاض.وبحسب الصحيفة أصبحت قصة أمبر نيكول ثورمان، التي توفيت بعد رفض الأطباء علاجها بعد مضاعفات إثر عملية إجهاض دوائية، رمزًا للنضال من أجل حقوق النساء في الولاية.
مشيرة إلى أن جورجيا تُطبّق قانونًا يقيد الإجهاض بعد ستة أسابيع، وهو القانون الذي عدَّته محكمة أدنى مؤخرًا غير دستوري.ويشهد عدد الناخبين الجدد المسجلين، ولا سيما من النساء غير البيضاوات والشباب، زيادة كبيرة تعكس الاستياء المتزايد من سياسات ترامب، لا سيما فيما يتعلق بحقوق النساء.
بدورهم يلاحظ المتطوعون الذين يجوبون الأحياء في جورجيا زيادة وعي الناخبين بأهمية هذه الانتخابات، ولا سيما بالنسبة للنساء مثل جوردان باركر، التي تصوّت للمرة الأولى، وتعدُّ هاريس مدافعة عن حقوق المرأة.من جهتها لاحظت ديبورا سكوت، رئيسة "Georgia Stand-Up" مستوى من الحماس لم يُشهد له مثيل منذ حملة باراك أوباما في عام 2012. وتقول: "الناس مستعدون لفعل كل ما يلزم لحماية الديمقراطية"، مشيرةً إلى أن جورجيا تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل مستقبل السياسة الأمريكية.