26 Nov
26Nov

استمرت السجالات بين النيجر والاتحاد الأوروبي على خلفية اتهامات من نيامي لسفير بروكسل، بسوء إدارة المساعدات الإنسانية التي قدمها التكتل الأوروبي للنيجريين المتضررين من الفيضانات التي تعرضت إليها بلادهم الواقعة في الساحل الإفريقي، فيما اعتبر خبراء أن روسيا هي المستفيدة من الخلاف.وقالت وزارة الخارجية النيجرية في بيان لها إن: "الحكومة خلصت إلى استنتاج مفاده أن التعاون مع سفير الاتحاد الأوروبي، سلفادور بينتو دا فرانتشا، لم يعد ممكنا، ولذلك طلبت رسميا سحبه وتغييره في أقرب وقت ممكن".

ولفتت إلى أنها: "أحيطت علما بالبيان الصحافي للاتحاد الأوروبي الصادر في الثالث والعشرين من نوفمبر / تشرين الثاني الجاري، والذي أعربت من خلاله من ناحية عن عدم موافقتها على الأسباب التي قدمتها النيجر فيما يتعلق بإدارة المساعدات الإنسانية لضحايا الفيضانات، ومن ناحية أخرى عن استدعاء سفيرها في النيجر للتشاور".

إهانة واستغلال

وكانت السلطات النيجرية، قد أفادت في وقت سابق، أنها لم تطلب من الاتحاد الأوروبي أي مساعدات إنسانية في أعقاب الفيضانات التي تسببت في تشريد الآلاف ووفاة المئات، وهي من أعنف الفيضانات التي تعرضت إليها البلاد.وقالت الخارجية النيجرية إنها "قررت وبشكل سيادي تغطية الأضرار الناجمة عن الفيضانات من أموالها الخاصة".

وعلق الناشط الحقوقي النيجري، آدم سايفو، على هذا التطور بالقول إن: "ما قامت به سفارة الاتحاد الأوروبي في النيجر يتنافى مع كل الأعراف الدبلوماسية، حيث قامت بنشر صور لتلقي المواطنين للمساعدات الإنسانية دون تنسيق مسبق مع السلطات".واعتبر الناشط الحقوقي في تصريحات   أن نشر الصور، هي محاولة لإهانة الشعب النيجري واستغلال مأساتهم".

وأوضح سايفو،  أن: "النيجر طلباتها معقولة الآن، وهي سحب هذا السفير الذي لا يحترم أي تقاليد دبلوماسية في مسائل حساسة، رغم أنه يدرك أن العلاقات متوترة للغاية بين الطرف الذي يمثله والنيجر".ويرى سايفو، أن التمسك بسحب السفير، قد يقود إلى قطيعة بين النيجر والاتحاد الأوروبي".وأنهى حديثه بالقول : "في اعتقادي لن يتمسك الاتحاد الأوروبي بالسفير فرانتشا، في ظل  سعي الأوربيين إلى ترميم علاقاتهم مع النيجر".

 منعطف في العلاقات

وتأتي هذه التطورات في وقت طردت فيه النيجر، القوات الغربية والبعثة الدبلوماسية الفرنسية في أعقاب انقلاب عسكري شهدته البلاد الغنية بثرواتها على غرار اليورانيوم. واستبدلت النيجر حليفها الفرنسي والغربي بروسيا التي أرسلت جنودا ومدربين عسكريين إلى نيامي، لتدريب الجيش النيجري الذي يخوض قتالا عنيفاً مع الجماعات المسلحة الناشطة في البلاد.

وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد الحاج عثمان، إن: "خطوة السفارة الأوروبية في بلادنا عجلت بمنعطف في العلاقات، لأنها أقدمت على نشر صور على مواقع التواصل الاجتماعي دون أخذ موافقة من السلطات على تقديم المساعدات، ناهيك عن وصول بلاغات عن سوء إدارة لهذه المساعدات، ما أثار حفيظة النيجريين والسلطات على حد السواء".وأكد الحاج عثمان في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أن: "هناك استعلاء غربيا، يقود العلاقات بين النيجر والاتحاد الأوروبي، كما بقية الدول الغربية، إلى تدهور غير مسبوق".ويرى عثمان، أن "الغرب لا يزال يتخذ من الشراكة مع روسيا، مبرراً لتوجيه انتقادات وادعاءات لا أساس لها من الصحة للنيجر". 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة