أعلنت القوات المسلحة المصرية، في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، توقيع عقد لشراء 30 طائرة مقاتلة من طراز "رافال"، مع شركة داسو أفياسيون الفرنسية، من خلال قرض تمويلي تصل مدته إلى 10 سنوات كحد أدنى، وفقاً لبيان صادر عن المتحدث العسكري المصري.
وكانت مصر وفرنسا قد أبرمتا خلال عام 2015 عقداً لتوريد 24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" لصالح القوات الجوية المصرية.
وكان مصدر مصري مسؤول قال لـ"الشرق" في وقت سابق الاثنين، إن القاهرة وصلت لمراحل متقدمة في المفاوضات مع باريس لشراء 30 مقاتلة جديدة من طراز "رافال"، وسط تقارير عن إتمام الصفقة الثلاثاء.
وأضاف المصدر، أن هذه الصفقة قد تم التحضير لها منذ لقاء السيسي مع إيريك ترابييه، الرئيس التنفيذي لشركة داسو للصناعات الجوية المصنعة لطائرات الرافال في ديسمبر 2020.
وأشار إلى أن فرنسا روجت لطائرات رافال، بعد إجراء تطويرات جديدة عليها، خلال التدريبات الجوية التي أجرتها مع مصر وعدة دول أخرى منها اليونان والهند و الإمارات، في فبراير الماضي.
وأكد مصدر مطلع على الملف لوكالة "فرانس برس"، المعلومات بشأن الصفقة، دون تحديد الترتيبات المالية. ونقلت الوكالة عن مصدر في الحكومة الفرنسية أن "مناقشات متقدمة جداً تجري مع مصر ويمكن إعلانها قريباً جداً"، فيما لم ترغب شركة داسو في التعليق على هذه الصفقة.
بدورها، نقلت وكالة رويترز عن مصدر في الحكومة الفرنسية قوله، إن "المباحثات وصلت لمرحلة متقدمة للغاية وقد يصدر إعلان قريباً جداً".
موافقة فرنسية
وكان موقع "ديسكلوز" الاستقصائي أول من كشف عن هذه الصفقة المتحملة، الاثنين، إذ أفاد بحصوله على وثائق سرية تؤكد أن فرنسا وافقت على بيع مقاتلات الرافال الإضافية إلى مصر.
ولفت موقع "ديسكلوز" أن الصفقة الجديدة قد تبلغ قيمتها 3.75 مليار يورو (4.52 مليار دولار)، مشيراً إلى أن الاتفاق قد يتم بحلول الثلاثاء.
وقال موقع ديسكلوز إن الاتفاق بين فرنسا ومصر يشمل أيضاً عقوداً من شركة صناعة الصواريخ (إم بي دي إيه)، وشركة سافران للإلكترونيات والدفاع لتوريد أسلحة أخرى بقيمة 200 مليون يورو.
وكانت مصر، وهي واحدة من أهم الدول التي تتعامل مع قطاع صناعة الأسلحة الفرنسي، أول بلد أجنبي يشتري مقاتلات رافال في عام 2015، حين أبرمت القاهرة صفقة مع باريس لشراء 24 مقاتلة رافال.
وبعد مصر، طلبت كل من قطر والهند 36 من مقاتلات رافال، بينما اشترت اليونان في يناير 18 مقاتلة، منها 12 مستعملة.
تقارب فرنسي-مصري
ورغم رغبة باريس المعلنة في إعادة تركيز صادراتها من الأسلحة إلى أوروبا، تعد مصر من الأسواق الرئيسية للمعدات العسكرية الفرنسية.
وكانت قيمة مشتريات القاهرة من الأسلحة الفرنسية تقدر بعشرات الملايين يورو فقط في بداية عام 2010، لكنها تعززت بشكل كبير بين عامي 2014 و2016، إذ اشترت مصر في هذه الفترة مقاتلات رافال وفرقاطة وأربع طرادات وحاملتي مروحيات من طراز ميسترال.
وبلغ مجموع الواردات المصرية من الأسلحة الفرنسية 7.7 مليار يورو بين عامي 2010 و2019، ما جعل القاهرة رابع دولة من حيث شراء الأسلحة من فرنسا، وفقاً للتقرير السنوي للبرلمان الفرنسي.
ويظهر البلدان تقارباً بشأن قضايا الأمن الإقليمي الأخرى مثل الخلافات مع تركيا في شرق البحر المتوسط أو الصراع "الإسرائيلي - الفلسطيني".
وفي أحدث إشارة الى التقارب بين البلدين، استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ديسمبر نظيره المصري عبد الفتاح السيسي ومنحه وسام جوقة الشرف.