24 Jul
24Jul

يحاول الكرملين إجراء إحدى أكثر عمليات الاستحواذ تعقيدا في التاريخ، حيث يسعى للسيطرة على الإمبراطورية العالمية المترامية الأطراف لمجموعة فاغنر، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وأشارت الصحيفة إلى أن المجموعة التي أسسها رجل الأعمال، يفغيني بريغوجين، تتألف من عشرات الشركات التي تقود جهود الحرب في أوكرانيا، وتدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد وزعماء آخرين بدول أفريقية، إضافة إلى إدارتها مناجم الذهب والماس وعملها كذراع دبلوماسي غير رسمي للحكومة الروسية، بحسب الصحيفة.
وبعد سنوات من إنكار صلات موسكو بها، اعترف الرئيس فلاديمير بوتين بتمويل الجماعة، قائلا إن الدولة دفعت لها 86 مليار روبل خلال العام الماضي، أي ما يعادل حوالي 950 مليون دولار.
وأفادت الصحيفة بأن الهيكل المعقد للشركات الوهمية التابعة للمجموعة عمليات فاغنر خارج روسيا ويطمس علاقاتها بالكرملين، يجعل من الصعب محاسبة الدولة الروسية على عملياتها بالخارج.
وبعد تمرد فاغنر المجهض الشهر الماضي واختفاء بريغوجين، يحاول بوتين كبح جماح المجموعة، وفق الصحيفة التي أشارت إلى أن اتساع نطاق عملياتها، ناهيك عن مسألة مكان وجود رئيسها، "يعقدان هذه المهمة".
وحددت الصحيفة أكثر من 70 شركة مرتبطة ببريغوجين، نصفها يسيطر على مقاولات حكومية وعقارات، إلى جانب أصول فاخرة، مثل القوارب والطائرات بروسيا، فيما يتكون النصف الآخر من شركات تبدو غير متصلة، وتتشارك في التدخل السياسي ونشاط التعدين وتنظيم أنشطة المجموعة بجميع أنحاء العالم.
وفي أعقاب تمرد زعيم فاغنر على الكرملين، أغلقت موسكو شركة بريغوجين الإعلامية، وألغت عقودها لتقديم الطعام والاستشارات والبناء، والتي كان الكرملين يحوّل بموجبها مليارات الدولارات للمجموعة، بحسب وزارة الخزانة الأميركية.
من سوريا إلى أفريقياوتحرك بوتين بعد "طعنة الظهر" التي قال إنها تلقاها من بريغوجين للسيطرة على رجال المجموعة في سوريا، حيث تتمركز قوات كبيرة للجيش الروسي، بحسب الصحيفة.
وأفادت الصحيفة بأن توظيف مقاتلي فاغنر في هذا البلد، يتم من قبل شركة مرتبطة بزعيم فاغنر وظفتها حكومة النظام السوري لحماية حقول النفط والغاز.
وتبقى عمليات المجموعة في سوريا مربحة وذات أهمية استراتيجية لبوتين، حيث تسيطر الشركات التابعة لها على أنشطة تطوير النفط والغاز، في ما يقرب من 10 آلاف ميل مربع من الأراضي السورية.
وفي أفريقيا، تدير مجموعة فاغنر شبكة واسعة من العمليات العسكرية والتجارية، من خلال استغلالها لمناجم الذهب وحقول الغاز، في مقابل توفير الحماية والأمن لأنظمة عدد من الدول، ما سمح للكرملين، ببسط نفوذه بأقل قدر من الاستثمارات بحسب "وول ستريت جورنال".
في المقابل، قالت الصحيفة إنها حاولت التواصل مع بريغوجين والكرملين وجميع الشركات التي تم الإشارة إلى أنها مرتبطة بمجموعة فاغنر، مشيرة إلى أنه "لم يستجب أي منهم لطلبات التعليق".

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة