بغطرسة وأخلاق مزيفة مع جهل بالتاريخ والجغرافيا تخاطر واشنطن بأخذ العالم إلى الهاوية برأي الكاتبين روبرت رابيل وفرانسوا آلام في الناشيونال إنترست.
أوصى 46 خبيرا في السياسة الخارجية بضمان انتصار أوكرانيا مشددين على أن أمنهم واستقرارهم هو من أمنها واستقرارها.
كما زودوها بأخطر الأسلحة التقليدية. وهذه الرسالة ماهي إلا دعوة مفتوحة للحرب العالمية الثالثة والتدمير المتبادل للغرب وأوراسيا.
وتجاهل الخبراء أن حقيقة توسع الناتو شرقا يعني محاصرة روسيا في عقر دارها، كما تجاهلوا محاولات القيادة الروسية ثني الغرب عن خطته.
وتناسى الحلف وعود جيمس بيكر، وزير خارجية أمريكا عام 1990، لغورباتشوف بعدم التوسع بوصة واحدة باتجاه الشرق.
ففي عام 1997 دعا الناتو في قمة مدريد كلا من بولندا والمجر وجمهورية التشيك للانضمام للتحالف.
وفي جولة ثانية عام 2004أصبحت بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا أعضاء في الناتو. ثم أتى موقف الولايات المتحدة من ثورات الوردة والبرتقال والميدان في جورجيا، في الأعوام 2003، 2004، 2014 ليضع واشنطن وموسكو في مواجهة عنيفة.
ولتوضيح موقف موسكو في الحرب القائمة الآن فمن المفيد الاطلاع على التاريخ. فقد كان إقليم دونباس جزءا من تشكيل روسيا منذ أن هزمت موسكو المغول في القرن الخامس عشر.
كما كان لشبه جزيرة القرم وجوارها مكانة خاصة لإبراز قوة الامبراطورية القيصرية. أما بطرس الأكبر فكان أول من أسس قاعدة بحرية روسية على بحر آزوف.
وفي عهد كاترين العظمى أقامت موسكو قاعدتها البحرية الاستراتيجية في سيفاستوبول، والتي كانت بمثابة القاعدة الرئيسية لأسطول البحر الأسود الروسي.
ويخلص الكاتبان للقول إن دعم انتصار أوكرانيا بهذا الشكل الصارخ يعدّ حافزا كبيرا للحرب العالمية الثالثة. ويؤكدان أن على الأمريكيين أن يوقفوا هذا الجنون، كما يجب على التحالف أن يعي أن الطريق إلى السلام لا يكون عن طريق السلاح.