نعى أصدقاء الأستاذ الجامعي، رفعت العرعير، الذي قتلته ضربة جوية إسرائيلية، أمس الجمعة، الشاعر الذي كان يسعى لسرد القصص وراء عناوين الأخبار في قطاع غزة المحاصر.
وكان العرعير، الذي مات عن 44 عاما، يكتب باللغة الإنكليزية، ويقوم بتدريس الأدب العالمي والكتابة الإبداعية في الجامعة الإسلامية بغزة وقام بتحرير مجموعتين قصصيتين هما "غزة لا تصمت" و"غزة تكتب مرة أخرى: قصص قصيرة من كتاب شباب في غزة، فلسطين".
وكتب مصعب أبو توهة، وهو شاعر فلسطيني أيضا من غزة، على فيسبوك، في تأبين شارك فيه كثيرون من المثقفين الفلسطينيين "صديقي وزميلي رفعت العرعير قُتل مع عائلته منذ دقائق. رفعت أستاذ جامعي وكاتب ومحرر مجلة: غزة تكتب مرة أخرى... لا أود أن أصدق ذلك، لقد أحببنا قطف الفراولة معا... وهذا أمر وحشي للغاية".
وساعد العرعير الذي أدان بشدة إسرائيل وسياساتها تجاه الفلسطينيين، في تأسيس حملة "نحن لسنا أرقاما"، التي تربط الكتاب الفلسطينيين الشباب مع الموجهين لسرد القصص التي تتجاوز الأرقام في الأخبار.
وأدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 17 ألف فلسطيني في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس ونزوح معظم سكانه منذ بداية الحرب. وبدأ التصعيد بعد هجوم مسلحين من حماس، في السابع من أكتوبر، على بلدات في جنوب إسرائيل التي تقول إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 240 رهينة.
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بعد ساعات من هجوم حماس، قال العرعير إن "المقاومة" الفلسطينية "مشروعة وأخلاقية" وقارن الهجوم بالمقاومة اليهودية في زمن الحرب بألمانيا النازية.
وقال في المقابلة التي أثارت استياء خارج غزة: "هذا تماما مثل انتفاضة غيتو وارسو. هذا غيتو غزة ينتفض ضد 100 عام من الاستعمار والاحتلال الأوروبي والصهيوني".
وقال العرعير، وهو أب لستة أطفال، إنه وزوجته فقدا أكثر من 30 من أقاربهم في هجمات إسرائيلية مختلفة على غزة.
وتعرضت الجامعة الإسلامية في غزة التي كان يمارس فيها التدريس لقصف إسرائيلي في 11 أكتوبر.