كشفت وكالة أنباء "فارس نيوز" التابعة للحرس الثوري الإيراني، مساء الاثنين، أن نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف سيكون في مهمة دبلوماسية "سرية" خلال مشاركته هذا العام بالمنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس 2025).
وذكرت الوكالة، في تقرير لها، أن "ظريف غادر صباح الاثنين متوجهًا إلى سويسرا للمشاركة في النسخة الخامسة والخمسين من المنتدى الاقتصادي العالمي".
ووفقًا لما أعلنته الحكومة، من المقرر أن يشارك ظريف في عدد من جلسات المنتدى، إضافة إلى حضوره جلسة رئيسية مع الإعلامي فريد زكريا، مقدم البرامج على قناة "سي إن إن" لمناقشة قضايا إقليمية ودولية.ونقلت الوكالة عن مصدر قوله إن "مشاركة ظريف أثارت العديد من التساؤلات حول الدور الرئيس له في هذا المنتدى"، مشيرًا إلى أن "مشاركة ظريف تحمل العديد من الشبهات، وقد يكون لديه مهمة مفاوضات خفية مع أطراف غربية وأمريكية في منتدى دافوس".
وخلافًا للسنوات الماضية، حيث كان وزير الخارجية الإيراني يمثل إيران في هذا المنتدى، يشارك ظريف هذه المرة بصفته نائب الرئيس الاستراتيجي، وهو تعيين أثار جدلًا قانونيًا بسبب معارضة البرلمان لتعيينه في هذا المنصب.
وقال المحلل السياسي الإيراني المتشدد، حسين كنعاني، للوكالة، إن هناك تساؤلات حول مشاركة ظريف غير المتوقعة في دافوس، مشيرًا إلى احتمال وجود مفاوضات سرية خلال زيارته.وأكد أن أي تحركات دبلوماسية على المستوى الدولي يجب أن تتم عبر وزارة الخارجية وضمن الأطر القانونية.
واعتبر كنعاني أن تدخل ظريف عبر "منصب غير قانوني وغير مرتبط بالشؤون الخارجية" يعد خروجًا عن مسار القانون ويمثل انحرافًا عن الأطر الرسمية، مبينًا أن "دور ظريف في المنتدى يعكس خلافات داخلية حول إدارة السياسة الخارجية، وسط تكهنات بشأن وجود تحركات دبلوماسية غير معلنة قد تتجاوز الإطار الرسمي المعتمد".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي قال ردًا على أسئلة الصحفيين إن وزير الخارجية ونائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية تمت دعوتهما للمشاركة في منتدى دافوس، مبينًا"أن ظريف سافر إلى دافوس بناء على دعوة رسمية لحضور اجتماع بين مسؤولين عالميين".
وأضاف أنه في السنوات السابقة حضر مسؤولون إيرانيون مختلفون قمة دافوس، وذلك ردًا على سؤال حول سبب حضور ظريف في قمة دافوس هذه المرة وعدم حضور وزير الخارجية عباس عراقجي الحدث.وأكد بقائي على المكانة الخاصة التي يتمتع بها ظريف في هيكلية الحكومة الإيرانية، منوهًا أن حضوره في هذه القمة ليس أمرًا طبيعيًا فحسب، بل يمكن أن يكون مؤثرًا ومفيدًا للبلاد.