05 Oct
05Oct

لقي 600 شخص مصرعهم قتلا بالرصاص خلال ساعات قليلة، على يد مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة ، في هجوم على بلدة في بوركينا فاسو في أغسطس/ آب الماضي.

وبحسب ما كشفه تقييم أمني حكومي فرنسي، فإن هذا الهجوم يعد واحدا من بين الأكثر دموية خلال العقود الأخيرة في أفريقيا، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.وكانت مجموعة "العدالة الجماعية من أجل بارسالوغو"، المؤلفة من أقارب لضحايا المجزرة اتهمت الجيش في بوركينا فاسو، بأنه أجبر السكان على الخروج من البلدة لحفر خندق، ما عرضهم للهجوم الذي تبنّته جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم القاعدة، وفق "فرانس برس".

أحداث مروعة

وفي تفاصيل الهجوم الذي جرى في 24 أغسطس/ آب الماضي، فقد أطلق المسلحون النار بشكل منهجي أثناء اجتياحهم لضواحي بارسالوغو على دراجات نارية، وفقا لمقاطع نشرتها حسابات مؤيدة للجماعة المتشددة التي تتخذ من مالي مقرا لها وتنشط في بوركينا فاسو.وتخللت اللقطات أصوات إطلاق نار وصراخ الضحايا، الذين كان العديد منهم من النساء والأطفال، فيما حاول بعضهم على ما يبدو التظاهر بالموت.ويمثل عدد القتلى المروع، إذا تأكدت تقديرات الحكومة الفرنسية، واقعة "وحشية غير عادية" في منطقة الساحل الأفريقي.

وقد أدت سلسلة من الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، إلى رحيل القوات الفرنسية والأمريكية عن هذه البلدان.وترك المرتزقة الروس الذين استدعتهم المجالس العسكرية لتعزيز قبضتها، فراغًا ازدهر فيه المتشددون، وفقًا للتقييم الذي قدمه مسؤول أمني فرنسي لشبكة "سي إن إن".وقدرت الأمم المتحدة في البداية عدد القتلى بنحو 200 شخص على الأقل، وقالت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" إنها قتلت ما يقرب من 300 شخص، ولكنها زعمت أنها "استهدفت أعضاء الميليشيات التابعة للجيش، وليس المدنيين"، وفقًا لـ"رويترز".

شهادات ناجين

وفي شهادات صادمة، قال أحد الناجين إنه كان من بين "عشرات الرجال الذين أمرهم الجيش بحفر الخنادق خلال يوم الهجوم".وكان الرجل على بعد حوالي 4 كيلومترات من البلدة في الساعة 11 صباحا عندما بدأ إطلاق النار.وتابع: "بدأت الزحف نحو الخندق أملا في الهروب، لكن يبدو أن المهاجمين كانوا يبحثون في الخنادق، فبدأت الزحف للخارج وصادفت أول ضحية ملطخة بالدماء".وأضاف: "كانت الدماء والصراخ في كل مكان.. رقدت على بطني تحت شجرة مختبئا حتى وقت لاحق من بعد الظهر".

وأشار الرجل إلى أنه "لم يتبق سوى عدد قليل من الرجال في البلدة"، قائلا: "الأمر الأكثر فظاعة في حياتي كان رؤية الجثث تصل على عربات من موقع المذبحة. لم يكن لدى النساء ولا الأطفال دموع ليذرفوها".واستطرد: "لم يعد الناجون طبيعيين، فالمشكلة تتجاوزنا جميعا. بدأت المذبحة أمامي، والطلقات الأولى أمامي مباشرة. كنت أحد الأشخاص الذين دفنوا الجثث. يزورني أصدقائي الراحلون في أحلامي".وذكرت ناجية أخرى أن اثنين من أسرتها قتلا في الهجوم، مضيفة: "قُتل الناس على مدار اليوم، وجمعنا الجثث التي كانت منتشرة في كل مكان على مدار 3 أيام".

وقال التقرير الفرنسي إن بناء هذه الخنادق كان "جزءا من خطة وضعها وزير الخدمة المدنية، حيث يتعين على كل منطقة تنظيم نفسها ووضع خطة خاصة بها، للرد على أي هجوم".

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة