23 Mar
23Mar

مع بداية شهر رمضان، يتجدّد السؤال حول الاستعدادات الأمنية لمنع أي هجمات ينفذها تنظيم داعش تحت مسمى "غزوة رمضان"، وفيما أكدت قيادة العمليات المشتركة وجود خطة أمنية محكمة خلال هذا الشهر، إلا أنها لم تستبعد تنفيذ عمليات "غدر" من التنظيم الإرهابي، كشف متخصصون بالأمن، عن إفشال مخطط لـ"غزوة رمضان" قبل يومين شمالي العاصمة، وبينوا أنه يستغل أي ثغرة لتنفيذ هجماته.

ويقول المتحدث باسم القيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، خلال حديث لـه إن "القوات الأمنية في كل سنة من شهر رمضان المبارك، تكون لها خطة أمنية خاصة بهذا الشهر، وهناك خطة محكمة في كافة المدن العراقية لمنع أي خروق أمنية".

ويبين الخفاجي أن "تنظيم داعش فقد قوته بشكل كامل، وهو عاجز عن تنفيذ أي غزوات، إذ أصبح يعتمد على عمليات الغدر ضد القطعات العسكرية، ورغم ذلك هناك خطة لمنع أي تحركات لخلايا تنظيم داعش".

ويضيف أن "هناك تطورا كبيرا لدى الجهد الاستخباراتي للقوات العراقية، وهذا الجهد ينجح بين حين وآخر في إفشال الكثير من المخططات الإرهابية قبل وقوعها، وهذا الجهد سوف يتضاعف خلال شهر رمضان، والقوات الأمنية ستكون على أهبة الاستعداد لأي طارئ، ولا مخاوف لدينا بهذا الشأن، لثقتنا الكبيرة بالقوات العراقية وجهدها الاستخباراتي".

وكانت الأجهزة الأمنية، أفشلت مخططا لتنظيم داعش منتصف الشهر الماضي، في قضاء الطارمية لتنفيذ هجمات خلال الزيارة الرجبية، الخاصة بالإمام موسى الكاظم في بغداد، وخلال عملية الإحباط استهدف التنظيم القوة الأمنية ما أدى لمقتل ضابطين وجنود وإصابة آخرين.

يذكر أن الطارمية تبعد 50 كلم عن مركز العاصمة بغداد، وشهدت أكثر من 20 عملية عسكرية لتطهيرها، واشتملت العمليات على مداهمات واشتباكات، لكنها ما تزال بؤرة لعناصر التنظيم منذ أكثر من 6 سنوات.

ويشهد قضاء الطارمية هجمات مستمرة ضد القوات الأمنية، خاصة تلك التي تم خلالها تنفيذ عمليات كبرى للبحث عن عناصر داعش في بساتينه وطرقه النيسمية، وأدت هذه الهجمات إلى مقتل العميد الركن أحمد عبدالواحد محمد اللامي، آمر اللواء 29 فرقة المشاة السابعة أثناء تعقبه مجموعة إرهابية إلى جانب ضابط برتبة ملازم أول، في 28 تموز يوليو 2020، وذلك بعد أيام فقط من مقتل آمر اللواء 59 التابع لفرقة المشاة السادسة في الجيش العميد الركن علي حميد في المنطقة ذاتها.

وكان تنظيم داعش، شن في شهر رمضان من العام الماضي، هجوما بالأسلحة الرشاشة على نقطة أمنية في قضاء هيت بمحافظة الأنبار، ما أدى إلى مقتل منتسبين اثنين وإصابة منتسبين آخرين، بالإضافة إلى هجوم في قرية "الدوكشمان" التابعة لناحية الرشاد جنوب كركوك، حيث أسفر عن مقتل مدني وعنصر بالحشد الشعبي، فيما أصيب ثلاثة منتسبين في الشرطة الاتحادية.

وبعد هجوم كركوك، استهدف تنظيم داعش إحدى الكاميرات الحرارية في بساتين قرية (زهرة) بالقرب من ناحية العبارة شمال شرق بعقوبة مركز محافظة ديالى، بواسطة أسلحة القنص.

من جانبه، يؤكد المختص في الشأن الاستخباراتي فاضل أبو رغيف، خلال حديث لـه إن "خلية الصقور في السابق كانت تضطلع بهذا الدور وتستبق (غزوة رمضان) في كل عام بالشهر الفضيل، وكانت العمليات الاستباقية للخلية تتحرك على كافة قواطع التنظيم قبل أكثر من ثلاثة أشهر".

ويرى أبو رغيف أن "التنظيم حاليا عاجز عن تنفيذ غزوة أو تفجير سيارة مفخخة، وهذا العجز بسبب الجهد الاستخباراتي والمعلوماتي لدى الأجهزة الأمنية، لكن هذا لا يعني أن تنظيم داعش إذا سنحت له الفرصة أو تواجدت ثغرة أو فراغ امني من أن ينفذ عملية إرهابية حتى وان كانت العملية محدودة".

ويضيف أن "تنظيم داعش، هو تنظيم انتهازي يحاول استغلال أي فراغ أمني، لكن الجهد الاستخباراتي ماض قدما في كبح جماحه، وجهاز الأمن الوطني قبل يومين نجح في إفشال غزوة كان يخطط لها تنظيم داعش منطلقا من قضاء الطارمية، ضمن ما يسمى بولاية الشمال".

وكان التنظيم أعلن نهاية تشرين الثاني نوفمبر 2022، عبر تسجيل صوتي مقتل زعيمه أبو الحسن الهاشمي القرشي، دون أن يحدد وقت مقتله، وفي ذات التسجيل الصوتي الذي نشره آنذاك، أعلن عن تنصيب أبو الحسين الحسيني القرشي زعيما جديدا.

يشار إلى أن العمليات الأمنية لم تتوقف منذ إعلان التحرير عام 2017 ولغاية الآن، لتطهير كافة المناطق من وجود عناصر تنظيم داعش، ودائما ما تسفر عن العثور على مضافات فيها أدوات منزلية ومقتل عدد من عناصر التنظيم، وهذا إلى جانب مئات الطلعات الجوية التي تنفذ لاستهداف عناصر داعش أو عجلاتهم المفخخة في المناطق الصحراوية.

من جهته، يؤكد الخبير الأمني والعسكري سرمد البياتي، خلال حديث لـه أن "تنظيم داعش الإرهابي، دائما ما يفكر بتنفيذ ما يسمى بـ(الغزوات) خلال شهر رمضان، وهذه العمليات إذا ما أراد التنظيم القيام بها، فهي ستكون بعيدة عن المحافظات، كون الأمن داخل المدن رصين".

ويبين البياتي ان "تنظيم داعش أصبح ضعيفا جداً، وينفذ بعض العمليات المحدودة، ثم يعود لمرحلة الهدوء الطويل، ولهذا ربما يخطط التنظيم لبعض العمليات خلال الأيام المقبلة، ولهذا على الأجهزة الاستخباراتية متابعة تحركات الخلايا الإرهابية بشكل دقيق".

ويضيف أن "تنظيم داعش دائما ما يعمل على إطلاق ما يسمى بـ(غزوة رمضان) في آخر عشرة أيام من شهر رمضان المبارك، أو مع ذكرى معركة بدر، كما هو يفكر بهكذا غزوات مع كل مناسبة دينية، لكن في المقابل هناك جهد استخباراتي يعمل خلال الفترة الأخيرة على إفشال أي مخطط إرهابي قبل وقوعه، وهذا ما يدل على أن التنظيم أصبح ضعيفا ومخترقا من قبل الأجهزة الاستخباراتية العراقية".

وكانت تقارير سابقة سلطت الضوء سابقا، على العمليات الأمنية لملاحقة تنظيم داعش، وعددها الكبير وأسباب عدم نجاحها بالقضاء على التنظيم بشكل كامل، الأمر الذي عزاه خبراء في الشأن الأمني إلى استمرار داعش بكسب عناصر جديدة بما يملك من مغريات عديدة، يستهدف من خلالها شباب المناطق "المهمشة والمظلومة"، وبالتالي فلا تزال الحواضن موجودة، وتفرز خلايا جديدة، والقضاء عليها بحاجة لوقت طويل.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة