كشف وزير الموارد المائية العراقي عون ذياب عبد الله أنّ بلاده تمرّ بـ"أصعب مراحل الجفاف"، الأمر الذي دفع الحكومة إلى تحجيم الزراعة في الموسم الحالي، مشدّداً على أنّ جهوداً حثيثة واستثنائية تُبذَل لتأمين مياه الشرب وتلك المخصصة للاحتياجات المنزلية والصناعية والصحية والبيئية، إلى جانب حصص الأهوار وتحسين بيئة الأنهر.
وأفاد الوزير صحيفة "الصباح" المحلية، اليوم الاثنين، بأنّ "العراق يمرّ بأصعب مرحلة من الجفاف للموسم الرابع على التوالي، بسبب قلة الإطلاقات المائية وتأثيرها في مناسيب نهري دجلة والفرات وخزين البلاد الاستراتيجي، ما حذا بالحكومة إلى منع زراعة الشلب والذرة الصفراء للموسم الحالي لحاجتها الماسة إلى كميات وافرة من المياه".
أضاف عبد الله أنّ "الوزارة تطبّق نظام مراشنة (تقنية ريّ على أساس دوري) عادلاً وصارماً لتوزيع المياه"، متحدثاً عن "مؤشّرات إيجابية وتفاهمات مع الجانب التركي لتفعيل بنود مذكّرة التفاهم بين البلدَين، أهمّها الخطة التشغيلية الصيفية لسدوده وخزاناته، والتي على أساسها ستُعَدّ الخطة المائية للبلاد".
ولفت عبد الله إلى أنّ العراق لمس في خلال اتصاله بتركيا "مؤشّرات إيجابية بزيادة نسب الإطلاقات المائية لنهرَي دجلة والفرات" في فصل الصيف الحالي، مشيراً إلى أنّ وزارته توصّلت إلى "معالجات وحلول للتقليل من الشحّ المائي".
من جهته، قال مدير عام الهيئة العامة للسدود والخزانات في وزارة الموارد المائية علي راضي، ليوم الاثنين، إنّ "ثمّة خطة وُضعت من ضمن موازنة عام 2023 واستمراراً للسنوات اللاحقة، لإنشاء سدود حصاد المياه، وهي سدود خزنية صغيرة، الغاية منها الاستفادة من كلّ الإيرادات المائية المتحققة، بالإضافة إلى تغذية المياه الجوفية وتطوير وتعزيز المناطق المحيطة بهذه السدود، وإغناء القطاع الزراعي باستخدام التقنيات الحديثة، وتوفير المياه لسقي الحيوانات عموماً".
أضاف أنّ "سدود حصاد المياه وُضعت من ضمن برنامج الوزارة" في خطة عام 2023، وسوف يُصار بداية إلى "إعداد الدراسات والتصاميم للجزء الأكبر قريباً".
في سياق متصل، رأى وزير الموارد المائية العراقي الأسبق محسن الشمري أنّ "سوء الإدارة والفساد تسبّبا في أزمة المياه". وأضاف في تغريدة أنّ ثمّة "غياباً وتغييباً لقاعدة البيانات الموازية لكلّ تفكير في معالجة تحديات الأمن القومي"، مشدّداً على أنّ "المياه تُستخدَم للشرب وفي البيت وفي الزراعة والصناعة، وترتبط بالصحة والبيئة".
ويشهد العراق أزمة جفاف غير مسبوقة، بسبب تراجع مستويات المياه الواصلة عبر نهرَي دجلة والفرات، نتيجة سياسات مائية لإيران وتركيا، من خلال بناء سدود وتحويل مجاري أنهار فرعية ومنع دخولها إلى العراق.