تكشف المعلومات المستقاة من مصادر ميدانية، عن نضوج اجتماع تنظيمي في اربيل لمن يسمون أنفسهم معارضين للنظام السياسي في العراق، ومتظاهرين يحملون اسم “التشرينيين” يعتبرون انفسهم امتدادا لتظاهرات تشرين أول العام 2019.
والاجتماع هو الخطوة الأولى في مشروع اطلق عليه اسم “تشرين الثانية” ويبحث الاستعدادات لتظاهرات عارمة تجتاح العراق وبزخم أوسع واقوى، لتقويض العملية السياسية بالكامل.
كان القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، هوشيار زيباري، قد لمّح بشكل واضح في تغريدة الأسبوع الماضي عن قرب اندلاع احتجاجات في الوسط والجنوب، ضد “الانسداد السياسي والفشل الاقتصادي وتجويع الشعبـ” على حد تعبيره.يتبنى المشروع تأهيل الوسط والجنوب وبغداد لانتفاضة “شعبية” وأولى مراحله حرب إعلامية تغرق الشارع باليأس واقتراب التغيير، لتبدأ الصفحة التالية بالمواجهات في بغداد والوسط والجنوب، مع تحييد المنطقة الغربية، وبدعم محلي واقليمي.
تتحدث المصادر عن اجتماع العشرات من قادة المتظاهرين “التشرينيين” بتنسيق مع التشرينيين المقيمين أصلا في أربيل مع الجهات الممولة والمنظمة للحراك الجديد، واغلبها تعمل بشكل سري وتنتقل بين بغداد وأربيل.
أدوات مشروع تشرين الثانية بدأوا يتلقون التمويل حتى المتواجد منهم في بغداد، فيما المتواجدون في اربيل يسكنون في عناوين ثابتة خلال فترة التأهيل.
يضم المشروع جيشا إلكترونيا ضخما يضخ الخطاب المطلوب من أربيل وبغداد وبدعم فضائيات عربية وعراقية.كما إن شخصيات سياسية واجتماعية في بغداد، ومسؤولين مهمين لديهم علم بالمشروع الجديد، ومتهيئين له.
فيما يتعلق بكردستان، فان القيادات الكردية، لا ترفض المشروع مع اشتداد الأزمة مع بغداد، بعد رفض قضاء الإقليم لقرارات المحكمة الاتحادية بشأن النفط، وقبل ذلك إبطال ترشيح هوشيار زيياري لرئاسة الجمهورية.
ويعول المشروع الجديد على تأهيل “قادة” جدد لتشرين الثانية، سوف يرسلون لاحقا الى بغداد والمحافظات، لأطلاق شرارة الاحتجاج من جديد، وبدعم أوسع وتخطيط أكثر من تشرين الأولى.في المجال الإعلامي والتثقيفي، يعمل كتاب واعلاميون وباحثون يقيمون في الإقليم والعواصم المجاورة، على التحضير للأدبيات الخاصة بالحراك الجديد.
المرحلة المتقدمة من المشروع الجديد، هي الخطط الأمنية والعسكرية التي تتيح للمتظاهرين التصدي للقوات الأمنية العراقية، بطريقة توحي بصدامات دموية وحرب أهلية، وتوريط أحزاب وجماعات مسلحة فيها، لكن مسيطر عليها من قبل قيادة تشرين الثانية.
الوصايا التي خرج بها عرابو المشروع الجديد، هو إطالة الازمة السياسية في العراق، والدفع باتجاه الرفض لاية مبادرات للحل، كي تنضح الظرف التي ينطلق منها مشروع تشرين الثانية.
والأخطر ما في المشروع انه يتبنى انتفاضة مسلحة، فهو يتضمن اجندة عسكرية وامنية، يتم عبرها توزيع الأموال والسلاح على الناشطين.الزعماء الاكراد، على علم بالمشروع، ومن ذلك ان مندوب لرئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، تجول بين عشائر الوسط والجنوب، لجس النبض، من أجل تقدير موقف من الاحداث الثورية المقبلة.