أعلنت 12 محافظة عراقية تعطيل الدوام الرسمي، اليوم الاثنين، إثر موجة الأمطار الغزيرة، منذ أمس الأحد، والتي تسببت في شل الحركة في شوارع البلاد والمناطق السكنية وأغرقت أغلب المناطق، وسط استنفار خدمي ومحاولات للسيطرة على المياه وتصريفها.
وتشمل المحافظات التي تعطل فيها الدوام الرسمي كلا من كركوك وواسط والمثنى ونينوى والديوانية وذي قار وكربلاء وميسان البصرة والأنبار وديالى وصلاح الدين، فضلا عن محافظات إقليم كردستان.
وتحرج مياه الأمطار الحكومات العراقية المتعاقبة، والتي فشلت على مدار سنوات بالسيطرة عليها، خاصة أن أغلب خطوط تصريف المياه باتت بحكم المعطلة والتي لم يتم تطويرها بما يتناسب مع الزيادات السكانية في العاصمة.
وبدأ هطول الأمطار منذ صباح أمس الأحد، في عدد من مناطق البلاد، وكانت متفرقة ومتفاوتة بنسبها، إلا أنها تزايدت بعد ظهر الأمس حتى أصبحت غزيرة جدا في بعض مناطق البلاد.
من جانبها، حذرت هيئة الأنواء والأرصاد الجوية في البلاد، من سيول في عدد من المناطق، وقال مدير إعلام الهيئة، عامر الجابري، في إيجاز صحافي، مساء أمس الأحد، إن "الأمطار التي تشهدها البلاد ستستمر حتى مساء الاثنين، وستكون غزيرة، وستتركز أكثر في المناطق الشمالية"، مؤكدا أنه من "المتوقع أن تكون هناك سيول في العديد من المناطق الشمالية بخاصة في شمال شرق البلاد المحاذية لإيران".
وأشار إلى أن "الهيئة حذرت من ذلك وأصدرت تقرير لتنبيه الجهات المعنية وأخذ الحيطة"، مضيفاً أن "البلاد ستشهد انخفاضا محسوسا في درجات الحرارة وتساقط الثلوج على المناطق الجبلية".
وقد أدت الأمطار إلى غرق الشوارع في أغلب مناطق البلاد، وتسببت في شلل بحركة السير والمرور، كما دخلت المنازل في المناطق السكنية خاصة في المناطق القديمة والعشوائية، فضلا عن تسببها بحوادث عدة.
ووجه أمين بغداد عمار موسى، دوائر أمانة بغداد بتفعيل خطة الأمطار، وذكر بيان للأمانة، أن "أمين بغداد وجه دوائر أمانة بغداد بتفعيل خطة الأمطار والإيعاز بنشر العمال والآليات وتشغيل المحطات، مع تواجد الملاك المتقدم لكل بلدية لتصريف مياه الأمطار".
فيما أعلنت مديرية الدفاع المدني في محافظة نينوى، دخولها حالة الإنذار القصوى، مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية كافة لتأمين سكان المناطق القريبة من أماكن السيول لغرض إخلائها بالتنسيق مع دائرة الموارد المائية.
وأعلنت وزارة الصحة في حكومة اقليم كردستان، حالة التأهب تحسباً لحدوث فيضانات بسبب الأمطار الغزيرة، وتم توجيه فرق الدفاع المدني للدخول في حالة التأهب خلال 24 الساعة المقبلة بسبب الأمطار.
وتعمل الفرق الخدمية في المحافظات عامة وفي بغداد، على سحب مياه الأمطار التي أغرقت أغلب الشوارع بواسطة سيارات حوضية، وسط حالة إنذار.
وتداول عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر غرق الشوارع والسيارات، ودخول المياه إلى الدوائر الحكومية وغير ذلك، وسط انتقادات للعجز الحكومي في مواجهة الأمطار، وتصريف المياه.
وتواجه الحكومات العراقية المتعاقبة بعد العام 2003 اتهامات كبيرة بإهمال ملف الخدمات، وعدم تطوير شبكات الصرف الصحي في بغداد والمحافظات، ما يتسبب بغرق الشوارع مع أقل موجة أمطار.