20 May
20May

في الواقع الحياتي العراقي ثمة أحداث لا يمكن أن تراها الا في الافلام والمسلسلات المصرية لكنك ستكون بمواجهة واحدة منها بمجرد زيارتك لإحدى الدوائر الحكومية ومنها دوائر المرور التي بحسب المواطن عبد الله خالد اصبحت فيها هناك العديد من دكاكين السماسرة للحصول على ماتريد ولاسيما “إجازات السوق التي اصبحت تجارة رائجة وسماسرتها ينتشرون على ابواب مديريات المرور وبأسعار معروفة وبعضها يتم بالاتفاق مع ضباط فاسدين في تلك المديريات.

إن أهم الاسباب التي أدّت الى تدهور فن السياقة في البلاد عديدة ومنها ما قاله المواطن منتظر عادل إن “مهمة الحصول على اجازة سوق تحولت الى دكاكين مقرها قرب ابواب مديريات المرور يديرها سماسرة يتاجرون بمن يريد الحصول على الاجازة دون إجراء الاختبار مقابل اموال يتم تحديدها بالاتفاق بين الطرفين، لافتا الى ان سعر اجازة السوق عن طريق السماسرة بلغ اكثر من 150 دولارا امريكيا وبعض الاحيان تكون اكثر من هذا المبلغ وهذه الحالة تحدث يوميا امام دوائر المرور بصورة تكاد تكون علنية لاسيما في ظل غياب القانون والأوضاع الاجتماعية والسياسية والأمنية المتدهورة التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية”.

المواطنون ومنهم ثامر سالم يرون ان سيادة القانون هي التي يجب أن تكون حاضرة في المشهد العراقي حيث ان المحاسبة على اجازات السوق “ضرورية”، في الشارع اليوم، بعد ان لوحظ قيادة اطفال بشكل هستيري للمركبات ، خصوصا في شوارع بغداد لكن في المقابل هناك من يستغل هذه الاوضاع عبر دكاكين تحمل عناوين مكاتب استنساخ او بيع فايلات المعاملات وهم من المتنفذين ويشتركون مع ضباط دوائر المرور في بغداد والمحافظات ويقومون بإصدار اجازات السوق من خلال هذه العلاقة المشبوهة في الوقت الذي تقول هذه الدوائر انها تعمل حسب السياقات التي تعمل بها جميع دوائر المرور وهي لا تكذب في ذلك لكون عملية الاصدار تتم عبر الطرق الرسمية لكن من يسيرها هو الرشوة “.

وليس هناك من نهاية لهذا الموضوع حيث ان كل شخص لا يجيد السياقة اصبح بإمكانه الحصول على إجازة سوق مقابل 150 دولاراً أميركياً، من دون أن تكون له أي علاقة بقيادة السيارات وقد يظن البعض أنها مزوّرة، لكنها أصلية وصادرة من دائرة المرور وتحمل رقما مسجلا في سجلات مديرية المرور فالأموال كما يقول المواطن تسجل اهدافها في مرمى المرتشين الذين تعلموا على تمرير مثل هذه المعاملات التي اصبحت شيئا متعارفا عليه في هذه الدوائر التي تكون في اغلب الاحيان تدار من بعض الضباط والمنتسبين الذين تعودوا على هذا العمل منذ سنوات عدة”.

أطرف ما في الموضوع أن السماسرة لهم دور كبير في اقالة وتعيين ضباط المرور في الدوائر التي يعملون فيها وعلى الرغم من أن هذا الامر يبدو غريبا لكنه صحيح وحدث في العديد من تلك الدوائر ومنهم من يتآمر على كل من يخالف عملهم ويلفقون له التهم التي تسهم بإقالتهم.

الجميع يتفق على أن دوائر المرور ومها تمت مراقبتها من قبل الجهات المختصة فلن تتمتع بالنزاهة المطلوبة كونَ من فيها يعمل بصورة غير مباشرة والذي يقوم بهذه الاعمال هم من خارج المديرية ممن يمتلكون مكاتب خاصة يرتبط عملها بمديرية المرور.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة