الشراكة العملياتية بين روسيا وإيران بدأت في سوريا، وتحوّلت إلى تحالف حقيقي، مع تطوير مسيّرات مقاتلة تستخدم الآن على نطاق واسع ضد أوكرانيا، ولا بد أن يؤخذ هذا البعد الشرق أوسطي في الاعتبار، وتعطى حرية المناورة لإسرائيل وتركيا في الملف الأوكراني لإضعاف هذا التحالف، وفق ميدل ايست نيوز.
بهذه المقدمة، بدأ خبير دراسات الشرق الأوسط الفرنسي البروفسور جان بيير فيليو عموده بصحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية، مشيرا إلى أن قصر النظر الإستراتيجي لدى الزعماء الغربيين، وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، هو الذي مكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تعزيز توازن قوى جديد انطلاقا من سوريا، كانت أوكرانيا ضحيته الأساسية.
وعليه يرى الكاتب أن هذا البعد الشرق أوسطي يجب أن يؤخذ في الاعتبار في تحليل الأزمة الحالية، حيث استطاع بوتين تغذية التهديد الإيراني في سوريا مما يسمح له بمواصلة الضغط غير المباشر ولكن المستمر على إسرائيل، التي غدت تحتاج إذن الجيش الروسي لاحتواء الأهداف الإيرانية على حدودها الشمالية.
ومنذ ذلك الحين، وقعت إسرائيل في الفخ الروسي، ليختار رئيس وزرائها العائد للسلطة بنيامين نتنياهو باستمرار الاعتماد على روسيا لاحتواء نفوذ إيران في سوريا، مما برر رفض تل أبيب تسليم أي معدات عسكرية لأوكرانيا، للأولوية المعطاة لعلاقتها مع موسكو.