30 May
30May

يوما بعد آخر تتعقد الأمور في كركوك، من دون أن تلوح بالأفق بارقة تحرك تعيد ترتيب أوراق المحافظة من جديد، وسط تدخلات خارجية باتت تشكل خطرا على أمنها وسلامة مواطنيها، في ظل عدم تمكن أي طرف سياسي أو مكون من تسمية محافظ جديد لها منذ ستة أشهر.
ومع تعويل قوى كركوك على حلول رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لإنهاء الصراع المحتدم حول منصب المحافظ، كشفت مصادر مطلعة، اليوم الأربعاء، عن فشل اللقاء الذي جمع السوداني وممثلي وقادة الكتل السياسية الفائزة بعضوية مجلس محافظة كركوك، في الوصول إلى أي حلول.
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، رعى اجتماعين للقوى السياسية الفائزة في انتخابات مجلس محافظة كركوك، وأعلن عن “اتفاق مبادئ” للمضي بتشكيل الحكومة المحلية في المحافظة، إلا أنه لم يتم التوصل إلى نتيجة حتى الآن.
ويصرّ العرب والكرد على الظفر بمنصب المحافظ، في مقابل مطالبة التركمان (المكون الأقل عدداً) بصيغة للحكم التداولي على المنصب، موزعة على جميع الأطراف.
إذ قالت المصادر في حديث له إن “الاجتماع الذي عقد بين السوداني وممثلي وقادة الكتل السياسية الفائزة بعضوية مجلس محافظة كركوك، انتهى قبل قليل، من دون التوصل لأي اتفاق بشأن منصب المحافظ”.
وأضافت أن “رئيس الوزراء لم يصل لأي حل لعقد جلسة مجلس كركوك قبل عيد الأضحى، وأن السوداني استمع للآراء المطروحة ولم يتوصل قادة الكتل كذلك لأي اتفاق فيما بينهم”.
وكان النائب التركماني السابق فوزي أكرم ترزي، كشف أمس الثلاثاء، عن تدخل دول الجوار في ملف كركوك، فيما حذر من تردي الوضع الأمني والسياسي في المحافظة نتيجة تلك التدخلات.
وكشف القيادي في الاتحاد الوطني سوران داودي، في 26 آيار مايو الجاري، عن لقاء مرتقب بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني واعضاء مجلس محافظة كركوك، لتفكيك عقدة تشكيل الحكومة المحلية.
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في 28 كانون الأول ديسمبر 2023، النتائج النهائية لانتخابات مجلس محافظة كركوك، حيث حصل تحالف كركوك قوتنا وإرادتنا على 157 ألفا و649 صوتا وحصل على خمسة مقاعد، والتحالف العربي في كركوك على 102 ألفا و558 صوتا بثلاثة مقاعد، وجبهة تركمان العراق الموحد على 75 ألفا و169 صوتا بمقعدين، وتحالف القيادة على 61 ألفا و612 صوتا بمقعدين، والحزب الديمقراطي الكردستاني على 52 ألفا و278 صوتا بمقعدين، وتحالف العروبة على 47 ألفا و919 صوتا بمقعد واحد، ويبلغ العدد الكلي لمقاعد مجلس المحافظة 16 مقعدا، 11 منها للرجال، وأربعة للنساء، ومقعدا واحدا لكوتا المكونات.
وكان محافظ كركوك بالوكالة، راكان سعيد الجبوري، قد دعا في 30 كانون الثاني يناير الماضي، الفائزين بعضوية مجلس المحافظة لعقد أول اجتماع للمجلس في الأول من شباط فبراير الماضي لاختيار رئيس مجلس المحافظة ونائبيه، وانتخاب المحافظ ونائبيه، إلا أن الخلافات حالت دون حسم انتخاب المحافظ حيث تطالب الكتل الكردية بالمنصب، كما أن العرب أيضا يريدون الاستمرار بإدارة المحافظة، وكذلك التركمان يطمحون للفوز بالمنصب.
ووفقا لقانون انتخابات مجالس المحافظات الذي ينص على وجوب انعقاد أول جلسة خلال 15 يوما من تاريخ المصادقة على النتائج النهائية للانتخابات، كما يأتي بعد يوم واحد من تأدية أعضاء المجلس اليمين القانونية أمام القاضي، ويترأس الجلسة الأولى لمجلس المحافظة أكبر أعضاء المجلس سنا، وهي بروين فاتح من كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني.
وفي الجلسة الأولى لمجلس المحافظة يجب انتخاب رئيس المجلس ونائبه وذلك بأغلبية أصوات المجلس (50+1)، أي أن الفائز يجب أن يحصل على تسعة أصوات من أعضاء مجلس محافظة كركوك، لكن لا توجد فقرة قانونية توضح المدة التي يمكن للمجلس ترك جلسته مفتوحة في حال لم يتم حسم المنصبين في الجلسة الأولى.
يذكر أن محافظة كركوك، أجرت أول انتخابات عام 2005، وفي 18 كانون الأول يناير 2023 شهدت إجراء انتخابات مجالس المحافظات، ونال الكورد فيها سبعة مقاعد، وانضمت إليهم كتلة بابليون التي فازت بمقعد الكوتا، ليصبح مجموع المقاعد ثمانية، وفي المقابل نال العرب ستة مقاعد، فيما حصل التركمان على مقعدين.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة