لاشك أن لإحياء احرار العالم وأتباع الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم افضل الصلاة والسلام أهمية بالغة منذ القِدم الى الآن، حيث تبداء الإستعدات الرسمية والفعاليات المتعددة في العراق الشقيق لإحياء هذه الشعيرة الدينية العظيمية قبل الـ 20 من شهر صفر بعشرات الأيام..
فـ {الأربعين} يدل من اسمه على اليوم الأربعين بعد عاشوراء من مُحرم الحرام وهو اليوم الذي نُحيي فيه ذكرى شهادة الإمام الحسين(ع) في كربلاء عام61هـ ومنذ ذلك الحين وعلى مدى 1385عام للآن نعتبر يوم الأربعين هو موسم الحج الرئيسي الأكبر لدى محبي واتباع الإمام الحسين بن علي عليهما السلام..
خاصة وأن الزُوار لمرقد الإمام يوم 20من شهر صفر بكل عام في كربلاء المقدسة يفوق عددهم عدد حجاج بيت الله الحرام في مكة، فالحمد والشكر للملك العلام الذي اصطفى لنا آل بيت محمد عليهم الصلاة والسلام، وقرن بصلاتنا وسلامناعليهم صلاتنا ومن لم يُصلي عليهم لاصلاة له..
بالتالي فإ حياء زيارة الأربعين لها اهمية تاريخية،فقد ورد بالتاريخ أن عدداً ممن نجوا من المعركة تم أسرهم واقتيدوا الى الملعون يزيد الذي لم يكتفي بقتل الإمام الحسين (ع) بل أمر بإحضار رأس الإمام إليه في دمشق وحملوه اليه وبذلك يكون اول من حُمل على خشبة في الإسلام هو رأس الإمام الحسين (ع) وقد عبث به الملعون الفاسق ابن زياد قبل حمله الى يزيد الفاسق الملعون..فلما ان وصل الرأس الشريف بين يدي يزيد الفاسق حتى قام عليه اللعنة
بـ التالي:-١- بالنكث والضرب على الرأس والثنايا.٢- شرب النبيذ عليه٣- صلب الرأس الشريف بمدينة دمشق..
وبعد ان شاء الله للأسرى الفكاك من الأسر استطاعوا استعادة الرأس الشريف وعادوا به الى كربلاء لدفنه هناك حيث دفن جسده الشريف..من حينها صارت كربلاء مكان يضم مضجع الإمام الحسين (ع) ويقع بمركز مدينة كربلاء..وأول من بنى قبر الإمام الحسين (ع) هو الإمام علي بن الحسين (ع)بمساعدة قبيلة بني أسد، وأقاموا رسماً لقبره، ونصبوا علماً له في ذلك الحين ثم صار المكان من زمان قِبلة يحج اليها الأحرار بكل وقت وحين..
فلاعجب ان اصبح اليوم مشهدا ومزارا تَشُد الملايين اليه الرحال من كل دول العالم، هذا اكبر دليل على أن لزيارة أربعين الإمام الحسين (ع) في العشرين من شهر صفر لها اهمية عظيمة في كافة مجالات الحياة الإنسانية في العالم كافة،هذا يدل على عالمية ثورة ومظلومية وانتصار الإمام الحسين(ع)..
عموما لاشك أن الكلام يطول عن أهمية زيارة الأربعين،فلكونها إحياء لذكرى عودة رأس الإمام(ع)فإنها تهدف الى تأدية نفس شعائر الأسىٰ على ضريح الإمام الحسين (ع) التي أدتها للكرة الأولى عائلته، ولا سيما أخته زينب بنت علي عليهم السلام، الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري رضي الله عنه..
خلاصة القول القيام بزيارة الأربعين في هذا المنعطف الخطير الذي تمر به الأمة الإسلامية كافة،ودول محور المقاومة واتباع ومحبي الإمام الحسين بن عليعليهما السلام هي مؤشر يُميز المؤمن الحق الأحق ان يُتبع من المنافق المتبع للباطل، ونحن على يقين بان العاقبة والنصر والغلبة لأتباع الإمام الحسين بن علي(ع)والأيام بيننا ان شاء الله تعالى