يستعدّ المنتخب الأولمبي العراقي لخوض منافسات تأهله للمرة السادسة تاريخيا إلى دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة الفرنسية باريس من 26 تموز يوليو إلى 11 آب أغسطس 2024، بعد خطفه بطاقة التأهل بالمركز الثالث في كأس آسيا تحت 23 عاما بعد الفوز على إندونيسيا في الوقت الممدد 2 – 1.
وعلى الرغم من إنجاز التأهل، لكن مشاركة كتيبة أسود الرافدين في كأس آسيا دارت حولها أحاديث عن تخبطات وهو ما بدا واضحا في المباريات التي شهدت اعتراضات على التغييرات في صفوف الفريق وكذلك في الخطط الفنية، الأمر الذي وضع الجهاز الفني بقيادة راضي شنيشل على المحك، وهو ما يتطلب تحضيرات واستدعاءات وإعادة تفكير في الخطط والأسلحة لمواجهة المونديال الأولمبي، بحسب مدربين ولاعبين دوليين سابقين.
ويقول المدرب الكروي، صادق حنون، خلال حديث لـه، إن “المشاركة القادمة للمنتخب الأولمبي في أولمبياد باريس يجب أن تتضمن إضافات في صفوف الفريق”، مبينا أنه “يمكن الاستفادة من بعض اللاعبين بالمنتخب الوطني الذين أعمارهم تستحق التمثيل”.
وتابع حنون، أن “على الملاك الفني للأولمبي إضافة 3 لاعبين كحارس مرمى ولاعب محور، ومهاجم فوق السن القانونية”، وعن الأسماء يرشح: “الحارس جلال حسن، ولاعب الارتكاز سعد عبد الأمير، والمهاجم ايمن حسين”.
وتسمح المشاركة في نهائيات الأولمبياد بمشاركة ثلاثة لاعبين فوق السن القانونية (23 عاما)، علما أن المنتخب العراقي يمتلك لاعبين دون السن القانونية لم يشاركوا في كأس آسيا للمنتخبات الأولمبية كزيدان إقبال لاعب أوترخت الهوندي، وحسين علي لاعب هينرفين الهولندي، ويوسف الأمين الذي ينشط في الدوري الألماني 2.
ويشدد حنون على وجوب “التحضير المبكر من خلال إقامة معسكرات تدريبية في الدول الأوروبية المشابهة لظروف فرنسا المناخية”، داعيا إلى “إجراء مباريات تجريبية على مستوى عالٍ للمنتخب الأولمبي يلتقي خلالها بمنتخبات عربية وأوروبية ومن أمريكا اللاتينية”، كما أكد على “أهمية إضافة محلل فني مختص بتقطيع المباريات ذي كفاءة ضمن الكادر التدريبي”.
¬يذكر أن المنتخب العراقي، هو الممثل الوحيد لعرب آسيا في البطولة، ويلعب في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات الأرجنتين والمغرب وأوكرانيا، وتأهل منتخبا اليابان وأوزبكستان أيضا من آسيا، بينما خسر منتخب إندونيسيا الذي لعب الملحق أمام منتخب غينيا الاستوائية.
وسيلاعب العراق في أولى مبارياته المنتخب الأوكراني في 24 تموز يوليو، ثم الأرجنتين في 27 من الشهر ذاته، ثم ستكون المباراة الثالثة أمام المغرب بعد ثلاثة أيام.
من جهته، يرى اللاعب الدولي السابق، سعد قيس، خلال حديثه له، أن “هناك حاجة كبيرة لإضافة لاعبين قادرين على خلق التوازن في صفوف المنتخب الأولمبي قبل الدخول إلى أولمبياد باريس والمنافسة”.
ويضيف قيس، أن “الإضافات التي ستجرى يمكن أن تمنح الكادر التدريبي المزيد من الخيارات لتشكيلة الفريق بمختلف المراكز”، مؤكدا أن “المنتخب مقبل على خوض مباريات ذات مستويات عالية لذا يجب الاستعداد لها بمباريات تجريبية توازي قوتها”.
ويدعو اللاعب الدولي السابق، إلى “ضرورة تحلي اللاعبين جميعا بالثقة والعزيمة لتحقيق نتائج متميزة خلال هذه المشاركة وهي السادسة تاريخيا بالنسبة للعراق في الأولمبياد”.
وكان شنيشل، أكد أمس السبت، إنه لا يخطط حالياً للكشف عن قائمة أسماء اللاعبين الذين سيمثلون العراق في الأولمبياد، مؤكدا: “لم نعلن عن الأسماء حتى الآن بسبب النظرة البعيدة في اختيار الأبرز وفسح المجال للذين نراهم الأنسب لتمثيل العراق في أكبر محفل أولمبي”.
وفي السياق ذاته، يشير الصحفي الرياضي، إكرام زين العابدين، خلال حديث لـه ، إلى أن “المنتخب الأولمبي كلاعبين وملاك تدريبي، عندما شارك في كأس آسيا تحت 23 عاما استطاع تحقيق ما مطلوب منه بالحصول على البطاقة الثالثة المؤهلة لأولمبياد باريس، وهذا كان الهدف الذي من خلاله تم تشكيل المنتخب ودخل معسكرات وبطولات”.
ويستدرك قوله “لكن مستوى الفريق لم يكن مقنعا، ولم يقدموا كرة قدم جميلة والمستوى الفني كان متذبذبا وبدأوا بداية سيئة مع تايلاند ثم عالجوا الوضع مع طاجاكستان والسعودية ليتأهلوا للدور الثاني، وملاقاة فيتنام وتجاوزه لتنفتح الآفاق نحو الأولمبياد”.
ويتابع أن “الفريق العراقي يعاني من ضعف في المناطق الدفاعية، وكذلك يفتقر إلى وجود هداف حيث تم إشراك 6 مهاجمين لم يسجلوا هدفا واحدا، عدا علي جاسم الذي استطاع بمجهود فردي أن يفوز بجائزة هداف البطولة”.
ويؤكد زين العابدين، أن “هناك حاجة لتغيير أكثر من 50 في المئة من لاعبي الفريق، مع بقاء الملاك التدريبي”، لافتا إلى أن “هناك ازدحاما في الروزنامة المحلية في الفترة المقبلة بوجود تسع جولات من الدوري العراقي، مع التوقف الدولي في الشهر السادس، وهو ما يتطلب ترتيب اجتماع بين شنيشل ومدرب المنتخب الوطني خيسوس كاساس للاتفاق على برنامج مشترك”.
ويضيف، أن “اتفاق شنيشل وكاساس ضروري، لأن أغلب لاعبي الأولمبي هم في المنتخب الوطني وذلك سيقلص من مجهود الفترة المقبلة وجعل من يشاركون في الأولمبياد هم من يخوضون مهمة المباراتين المقبلتين للوطني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم في الشهر السادس أمام إندونيسيا وفيتنام”.
ويخلص الصحفي الرياضي، إلى أن “هناك حاجة لتجاوز الأنا لدى مدربي الدوري والسماح للاعبين المحليين الالتحاق بالمنتخب الأولمبي لوجوده في مجموعة صعبة، وهو ما يحتم إعداد الفريق بصورة رصينة للظهور بشكل جيد وكسر حاجز الخوف مع المنتخبات الكبيرة”.
يذكر أن العراق قد بدأ مشواره في دورة الألعاب الأولمبية عام 1980 بنسختها التي أقيمت في العاصمة الروسية حيث جاء في المجموعة الرابعة برفقة يوغوسلافيا، وفنلندا، وكوستاريكا، ليستهل مشواره بالفوز أمام كوستاريكا، قبل التعادل مع فنلندا، ثم النتيجة ذاتها أمام يوغوسلافيا، ليتأهل إلى ربع النهائي بملاقاة ألمانيا الشرقية التي خسر منها بنتيجة 4 / صفر ويودع البطولة من الباب الكبير.
أما المشاركة الثانية فكانت في دورة لوس أنجلوس الأمريكية عام 1984 من خلال المجموعة الثانية رفقة يوغوسلافيا، وكندا، والكاميرون، ليتذيل المجموعة بنقطة واحدة، حصدها من تعادله في الجولة الأولى (1-1) أمام كندا، قبل الخسارة (1-0) ضد الكاميرون، ثم بنتيجة (4-2) على يد يوغوسلافيا.
وجاءت المشاركة الثالثة في دورة الألعاب بالعاصمة الكورية الجنوبية عام 1988 في المجموعة الثانية، التي ضمت زامبيا، إيطاليا، جواتيمالا، ليحل بالمركز الثالث في المجموعة، بعد التعادل في الجولة الأولى (2-2) أمام زامبيا، والفوز في الثانية (3-0) على جواتيمالا، قبل الخسارة (2-0) أمام إيطاليا.
تلا ذلك إنجاز عام 2004 في دورة ألعاب أثينا التي حقق خلالها المركز الرابع، بعدما تأهل من مجموعته الرابعة التي ضمت كوستاريكا والمغرب والبرتغال، ليتأهل بصدارتها للقاء المنتخب الأسترالي وهزيمته بهدف وحيد، لكنه اصطدم بالبارغواي في نصف النهائي ليخسر بثلاثة اهداف لهدف، وهو ما دفعه لمواجهة إيطاليا في مباراة تحديد المركز الثالث والرابع ليخسرها أيضا بهدف وحيد في ختام المنافسات.
وكانت المشاركة الأخيرة للأولمبي العراقي في دورة الألعاب بالعاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو عام 2016 بالمجموعة الأولى التي واجه خلالها البرازيل والدنمارك وجنوب إفريقيا، ليحل بالمركز الثالث من 3 تعادلات، ومغادرة الدورة دون إنجاز يذكر، ما يعطي الطموح الأكبر لتحقيق نتائج متميزة في دورة باريس المقبلة تكون مغايرة للمشاركات السابقة.