ظهرت تناقضات كبيرة في مواقف الحزب الديمقراطي الكردستاني، فبعد أعلان المكتب السياسي للحزب، في بيان مفصل، مقاطعته لانتخابات برلمان الإقليم، مقدمًا مبررات لهذه المقاطعة.
لكن رئيس الحزب، مسعود بارزاني، خلال استقباله للسفيرة الأمريكية في العراق، أكد أن الحزب لم يقاطع الانتخابات، بل طالب بإجراء انتخابات نزيهة وشفافة.
وقد أثارت تصريحات بارزاني علامات استفهام حول موقف الحزب، الذي برر تراجعه بمطالبة يفترض أن تكون من صميم اهتمامات الأحزاب الأخرى في الإقليم، خاصةً وأن الحزب الديمقراطي الكردستاني هو الحزب الحاكم الذي يمسك بزمام الأمور في الإقليم بقبضة حديدية.
وحول هذا الموضوع، يشير غياث السورجي، القيادي بالاتحاد الوطني الكردستاني، الى ان الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يمكنه البقاء خارج العملية السياسية في هذه المرحلة، معتبرًا التهديدات بالانسحاب مجرد ورقة ضغط لحل الخلافات بين حكومتي المركز والإقليم.
وقال السورجي في تصريح له أن “المحادثات بين مسعود بارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، والسفيرة الأمريكية، تناولت مشاركة الحزب في الانتخابات في ظل وجود تحفظات على قرارات المحكمة الاتحادية وقوانين المفوضية العليا المستقلة”.
وأشار إلى أن “تهديدات الحزب بالانسحاب من الحكومة الاتحادية لا تعدو كونها ورقة ضغط لدفع تحالف إدارة الدولة أو الإطار التنسيقي لاتخاذ موقف جاد ولمعالجة المشاكل المتفاقمة بين حكومتي المركز والإقليم، وبالأخص مع الحزب الديمقراطي الكردستاني”.
وأكد أن “الاتحاد الوطني الكردستاني، على الرغم من بعض الملاحظات، يرى أن قرارات المحكمة الاتحادية وقوانين المفوضية تخدم مصلحة شعب إقليم كردستان”.
وأضاف أن “قرارات المحكمة نهائية وملزمة ولا يمكن تغييرها إلا في حالات استثنائية، مشددًا على أن لا الولايات المتحدة ولا أي دولة إقليمية ولا حتى البرلمان العراقي يمكنها الضغط على المحكمة لتغيير قراراتها”.