يصف التقرير ليلة باردة، في شهر نوفمبر/ تشرين ثاني، بينما توقفت حافلة بعد الثالثة فجرا، أمام أحد فنادق الساحل القديمة، في مدينة برايتون الانجليزية بينما كان الركاب، والذين لا يمتلكون إلا هواتفهم النقالة، يرتجفون من الخوف، والبرودة.
ويواصل التقرير، لم تكن هناك حاجة ليقوم أي منهم بإجراءات الدخول، فقط ينصتون لقواعد الفندق، “اتركوا مفاتيح الغرف في الاستقبال، ممنوع الطهي، أو استقبال الضيوف في الغرف” قبل أن يتم اصطحابهم إلى الغرف.
ويواصل التقرير،ليس الأمر غريبا، فهم جميعا من المهاجرين، وبينهم فاطمة ومهدي، الزوجان الإيرانيان، وقد هربا من بلادهما قبل نحو 16 شهرا، ولم يتمكنا من الاستقرار بعد، حيث يعشان متنقلين بين فنادق المهاجرين، مثلهم مثل عشرات الآلاف من المهاجرين، وطالبي اللجوء، اللذين يتم نقلهم بين الحين والآخر، بين أماكن الإقامة في مختلف أنحاء بريطانيا.
ويشير التقرير إلى أن الزوجين وصلا إلى منطقة لايعرفونها في جنوب بريطانيا، نهاية عام 2021، بعد رحلة استغرقت 14 ساعة من فرنسا، في قوارب هوائية صغيرة عبر القنال الانجليزي، بصحبة نحو 38 مهاجرا آخر، ودفع كل منهم آلاف الجنيهات للمهربين، مقابل ذلك.
ويشير التقرير إلى أن أحد المهاجرين اتصل بالشرطة في البحر، طالبا العون، لأن الموج كان شديد الارتفاع، وكانوا يخشون من الغرق، وبعد قليل وصل إليهم قارب إنقاذ، أقلهم إلى الشاطيء، ليتم نقلهم مباشرة إلى مركز اعتقال مخصص للمهاجرين، ربما يكون قريبا من ميناء دوفر، ومنذ ذلك الحين يتنقلون من مقر إقامة إلى آخر، بينما لم يتم البت في طلبات اللجوء التي تقدموا بها.
ويقول التقرير إنه لا توجد بيانات حديثة حول كيفية معيشة اللاجئين، في فنادق الإقامة، ولا عن مدى الحريات التي يحصلون عليها، بينما تشير أخر البيانات العائدة لعام 2021، إلى أن 84 بالمائة منهم من الذكور، و8 بالمائة من الأطفال دون سن 15 عاما، مضيفا أن المهاجرين الإيرانيين يشكلون نحو 12 بالمائة من إجمالي عدد المهاجرين سنويا إلى بريطانيا، ولم يفقهم من حيث العدد إلا المهاجرين الأفغان، الذين تصل نسبتهم إلى نحو 17 في المائة.
(بي بي سي)