بانت معالم حرب الخلافات السُنية بالتزامن قرب موعد انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، حرب سياسية بحتة بدأت عبر عدة أساليب أبرزها الاستجوابات النيابية التي تستخدمها القوى السياسية كوسيلة مجانية للدعاية من جهة، وضرب الخصوم من جهة أخرى.
اول بوادر هذه الحرب اتضحت مع مساعي الحلبوسي استجواب وزير التربية، مع غض البصر عن عدد كبير لطلبات الاستجواب التي طالت وزارات اخرى قوبلت بالرفض، بالرغم من الأهمية التي كانت تستدعي الى الاستجواب ابرزها ازمة الدولار والخروقات التركية بملف المياه والقصف على شمال العراق.
*تأزم الصرعات السُنية
وبالحديث عن هذا الملف يعلق تحالف الفتح، على موافقة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي استجواب وزير التربية في البرلمان، فيما اكد احد الأسباب ذلك هي الصراعات السُنية المحتدمة بين القوى السياسية.
ويقول عضو التحالف علي الفتلاوي في حديث له، إن "الصراعات السياسية بين الأحزاب السنية ستؤدي الى العديد من الاستجابات في مجلس النواب"، مشيرا الى ان "هنالك توجه من الحكومة بأجراء تغييرات في وزارات عدة بعد انتهاء السقف الزمني الذي تم وضعه من السوداني".
ويتابع، ان "هنالك جنبة سياسية كبيرة في العديد من الاستجوابات التي تمت لبعض الوزراء بالرغم من تأثير الحكومة المباشر في هذا الملف"، لافتا الى ان "احد الأسباب الرئيسية لاستجواب وزير التربية هو الصراعات السنية المحتدمة بين القوى السياسية".
ويتم الفتلاوي حديثه: ان "احتقان بعض الكتل السياسية السٌنية نتيجة؛ الخلافات العميقة في العديد من الملفات احد أسباب الاستجوابات في مجلس النواب"، مؤكدا ان "تطبيق تعليمات الموازنة العامة سيعقبها توجه حكومي لإجراء التغييرات في المناصب العليا والوزارية".
*تلكؤ الرئاسة
الى ذلك، يوجه ائتلاف دولة القانون، طلباً الى رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بشأن تسهيل الاستجوابات الوزارية من اجل تفعيل دور البرلمان الرقابي، فيما اكد ان هنالك تلكؤا وتقصيرا واضحا في مراقبة المؤسسات والوزارات الحكومية.
ويقول القيادي بالائتلاف عباس المالكي، إن "تفعيل هذا الجانب سيكسب البرلمان التأييد الشعبي لما قد يتم الكشف عنه اثناء الاستجواب"، مشيرا الى ان "الوظيفية الأساسية لمجلس النواب هي مراقبة جميع المؤسسات و الوزارات للكشف عن الخروقات او التقصير بأداء الواجبات".
ويتابع، ان "انعدام الاستجواب في مجلس النواب مؤشر على وجود خلل كبير في عمل المجلس القانوني والدستوري"، مردفاً ان "مسؤولية الحلبوسي تشجيع اللجان النيابية على الاستجواب والكشف عن الخروقات في مؤسسات الدولة".
ويحذر المالكي خلال حديثه: "من عملية تمييز الاستجوابات التي تبنى على تصفية الحسابات السياسية او الخلافات الشخصية بين الخصوم"، لافتا الى ان "تدخل النوايا السياسية في استجواب بعض الوزراء او حماية بعظهم من الاستجواب سيؤدي بنتائج سلبية على مجلس النواب".
واتم عضو الائتلاف حديثه: انه "من الضروري جدا معالجة التلكؤ والتقصير الواضح في مراقبة المؤسسات والوزارات الحكومية خلال الفترة المقبلة".
*تصفية السياسية
من جانبه عد المحلل السياسي صباح العكيلي، موافقة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي على استجواب وزير التربية احد أساليب التصفية السياسية التي يتبعها الأخير، فيما اكد ان قرب موعد انتخابات مجالس المحافظات القادمة سياتي بالعديد من سيناريوهات الاستهداف السياسي.
ويقول العكيلي، في حديث له، إن "الحلبوسي يحاول استهداف بعض الشخصيات من التحالفات لغرض اهداف سياسية معينة"، مشيرا الى ان "بعض الاستجوابات التي تمت في الفترة الماضية تندرج ضمن الاتفاقات السياسية والاجتماعات المغلقة".
ويتابع، ان "رئيس مجلس النواب يحاول الاستقلال بنفسه عن ملفات الإخفاق الوزاري او ملفات الفساد التي يتم تأشيرها"، مضيفا ان "الحلبوسي اراد إيصال رسالة تحذير الى الفرقاء من خلال استجوابات التي تمت".
ويتهم العكيلي خلال حديثه: ان "موافقة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي على استجواب وزير التربية هي أحد أساليب التصفية السياسية التي يتبعها الأخير"، مبينا ان "الحلبوسي يستغل الإخفاق الوزاري او المهني في تصفية الحسابات السياسية الخاصة".
وتشهد الساحة السياسية السنية خلافات عميقة ومحتدمة بين الأحزاب والتحالفات التقليدية، فضلا عن القوى الناشئة التي بدأت تشكل مخاطر كبيرة تهدد بالإزاحة، بالنظر الى المقبولية الجماهيرية الكبيرة التي حظيت بها في الآونة الأخيرة، بالإضافة الى صفقات الفساد الكبيرة التي تم الكشف عنها في محافظة الانبار.