تشهد أسعار النفط تقلبات ملحوظة في ظل التوترات الحالية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تعد هذه المنطقة من أهم المناطق المنتجة والمصدرة للنفط في العالم. ومع تصاعد التوترات السياسية والأمنية، تزداد المخاوف بشأن استقرار إمدادات النفط العالمية، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية.
وهذه المخاوف تنعكس مباشرة على الأسعار، بسبب احتمالية حدوث اضطرابات في الإنتاج أو النقل عبر الممرات الحيوية مثل مضيق هرمز، الذي يُعد شرياناً رئيسياً لتصدير النفط.
وفي هذا السياق، يراقب المستثمرون والشركات النفطية التطورات من كثب، حيث إن أي تصعيد قد يؤدي إلى مزيد من الارتفاع في الأسعار، مما يترك أثراً كبيراً على الاقتصاد العالمي.
واستبعد الباحث بالشأن الاقتصادي ضياء عبد الكريم، تأثر أسعار النفط العالمية بالتوترات الحاصلة في المنطقة، وذلك نظرا لوجود خزين إستراتيجي لدى الدول النفطية الكبرى.
وقال عبد الكريم، إن "أسعار النفط، وعلى الرغم من تراجعها في الأيام القليلة المقبلة، إلا أنها لن تشهد قفزة كبيرة في حال ارتفاع حدة التوتر في المنطقة نتيجة محاولة الكيان الصهيوني جرها نحو حرب إقليمية شاملة".
وأضاف، أن "منظمة أوبك ذهبت باتجاه خفض الإنتاج النفطي لمعظم الدول المنتجة من اجل الحفاظ على الأسعار وتغطية حاجة السوق من النفط ومشتقاته، إلى الحد الذي يضمن استقرار الأسعار وتلبية الطلب".
وأوضح، أن "تخفيض الإنتاج يتيح للدول المنتجة توفير خزين كبير من النفط ومشتقاته من أجل الاستفادة منه في حال ارتفاع وتيرة التوترات الحاصلة في المنطقة التي قد يراها البعض أنها ستقود إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط، إلا ان حقيقة الأمر لن تقود إلى ذلك الارتفاع كون أوبك لديها سيطرة على الإنتاج، وتعمل على إيجاد توازن من ناحية الأسعار والكميات المنتجة".
وانخفضت أسعار خام البصرة الثقيل وخام المتوسط، على نحو طفيف، على الرغم من ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية.
وانخفضت أسعار خام البصرة الثقيل 16 سنتا، ليصل إلى 69.32 دولاراً، وانخفضت أسعار خام المتوسط 16 سنتا ليصل إلى 71.40 دولاراً.
كما ارتفعت أسعار النفط، بفعل أنباء عن تحفيز نقدي جديد من الصين، أكبر مستورد للخام، ومخاوف من أن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط قد يضر بالإمدادات من منطقة الإنتاج الرئيسة، في حين يلوح إعصار كبير في الأفق فوق الولايات المتحدة، أكبر منتج للنفط في العالم.