08 Jun
08Jun

بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، يجمع مسؤولون وخبراء أن الثقافة البيئية في العراق شبه معدومة، وفيما أكدوا أن البلاد أدركت مؤخرا أهمية هذه الثقافة بعد تردي واقعه البيئي، أشاروا إلى ضرورة تضمين المناهج الدراسية هذه المفاهيم.
ويقول الخبير البيئي، أحمد صالح نعمة، خلال حديث لـه، إن “العراق لا يزال من البلدان المتراجعة في مجال الثقافة البيئية، إذ لم تشع هذه الثقافة بشكل كاف، على الرغم من وجود بعض المفاهيم عن البيئة في مناهج دراسية معدودة”.
ويشير نعمة، إلى أن “العراق فقد التربية البيئية أو الزراعية خلال الـ40 سنة الماضية، إذ أصبح المجتمع خاليا من إحدى أهم الثقافات التي تتعلق بحياة الإنسان والكائنات الأخرى”.
ويأمل الخبير البيئي، أن “يبدأ المسؤولون في البلاد بتعزيز هذه الثقافة، وإن كان العراق قد بدأ منذ فترة قليلة بخطوات من شأنها أن تعزز الوعي البيئي وحماية البيئة بتشريعه بعض القوانين والمحددات والبرامج لمواكبة التطور في هذا المجال”.
ويحتفل العالم اليوم، 5 حزيران يونيو، باليوم العالمي للبيئة، وهو احتفال ينظمه برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) ويُعقد سنويا، ويعد أكبر منصة عالمية للتوعية العامة بالبيئة ويحتفل به ملايين الأشخاص حول العالم وتستضيفه المملكة العربية السعودية في العام الحالي 2024.
وتسلط فعاليات الاحتفال هذا العام الضوء على أهمية الحفاظ على البيئة وتعزيز الاستدامة، مع التركيز على قضايا تدهور الأراضي والتصحر والجفاف ومواجهتها، بجانب الحاجة المُلحّة للاستثمار العالمي في السياسات والإجراءات التي تعزز حماية الطبيعة، والوصول إلى مستقبلٍ مستدام للجميع.
لكن بالإضافة إلى اليوم العالمي الذي يصادف اليوم، “يحتفل العراق والعرب بيوم البيئة العربي في 14 تشرين الأول أكتوبر من كل عام، وذلك منذ أن عُقد في تونس أول مؤتمر لحماية البيئة 1986 وأصبح هذا التأريخ أحد الأيام التي تحتفل بها الدول والجامعة العربية التوعية بمشاكل البيئة والمخاطر التي تهددها وكيفية المحافظة عليها وحمايتها”، بحسب الخبير البيئي أحمد حمدان.
وعن مستوى الثقافة البيئية في العراق، يضيف حمدان، خلال حديث لـه، إن “العراق الآن فقط، بدأ يتجه صوب المعارف السامية للبيئة لمحاولة تحقيق بعض النقاط على الواقع، على الرغم من غياب الثقافة البيئية على المجتمع العراقي، إذ لم يكن هناك تطور ثقافي بيئي على مدى العقود الماضية”.
كما يشير الخبير البيئي، إلى أن “هناك مقترحات حاليا من بعض المنظمات والمؤسسات الحكومية والتجمعات البيئية بإضافة مادة التربية البيئية تدرس للمراحل الأولى للنشء الطلابي، لغرض غرس هذه الثقافة”، لافتا إلى أن “هذا المقترح جيد جدا لو تم تنفيذه، ويسهم في تكوين أشخاص يهتمون في المستقبل بالواقع البيئي”.
ويتابع العراقيون بقلق التدهور الخطير في البيئة والتداعيات والأضرار الفادحة التي أخذت تفتك بالإنسان والحيوان والنبات في العراق، وسط إهمال الحكومة وعجزها عن اتخاذ الإجراءات المتناسبة للجفاف والتصحر والتلوث البيئي.
وكان التلوث البيئي في العراق تفاقم على نحو متزايد خلال السنوات القليلة الماضية، نتيجة لعوامل مختلفة؛ في مقدمها الاضطرابات والحرب والنزاعات السياسية، مما أدى إلى أضرار في البنية التحتية، وتسارع النشاط الصناعي غير المخطط، في استخراج وتكرير النفط والغاز وتوليد الطاقة الكهربائية.
ويرتبط التلوث البيئي في العراق أيضاً بمحدودية الخدمات البلدية؛ كنظام الصرف الصحي الهش، وضعف إدارة النفايات الخطرة وغير الخطرة، إلى جانب الممارسات الزراعية غير المدروسة. كما أعاق النمو السكاني السريع، والأزمة الاقتصادية، وجائحة “كوفيد 19″، وتحديات تغيُّر المناخ، الجهود المبذولة لتحسين البيئة وحمايتها. وتسبب ذلك كله في استغلال الموارد الطبيعية استغلالاً سيئاً؛ مما أدى إلى استنفاد الموارد وتراجع حالة البيئة مع تلوُّث عناصرها المختلفة من هواء وماء وتربة.
من جهته، يؤكد مدير بيئة بابل، مكي الشمري، خلال حديث لـه، أن “الثقافة البيئية انعدمت مدة طويلة حتى بدأت تظهر ملامحها حاليا، وذلك بسبب آثار التلوث البيئي الذي تعشيه البلاد والتغيرات المناخية القاسية والتصحر، لأن هذه الظواهر دقت ناقوس الخطر وحتمت ضرورة الالتفات إلى البيئة”.
ويوصي الشمري بـ”إشاعة الثقافة البيئة عبر الإعلام وتنظيم الندوات، وكذلك تعزيز هذه الثقافة لدى الأطفال، لأن الصغر هو أساس التعلم، فمن الواجب تنظيم دروس للتلاميذ عن مبادئ البيئة والتلوث والضوضاء وغيرها من المفاهيم والمبادئ البيئية”.
وواجه العراق عدداً من الظواهر الجوية المتطرّفة؛ مثل الجفاف والتصحُّر وازدياد وتيرة الغبار الشديد والعواصف الرملية، مما أدى إلى تركيزات من الغبار المتساقط تجاوزت الحدود الوطنية لعامي 2018 و2019. وأدى الغبار إلى زيادة ملحوظة في انتشار أمراض الجهاز التنفسي.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة