24 Jul
24Jul

تهدد الارتفاعات القياسية في درجات الحرارة، التي تشهدها مناطق عدة في العالم، بحدوث ارتفاعات في أسعار الغذاء، وتشير صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إلى أن أنماط الطقس الجديدة "يمكن أن تقلب مناطق إنتاج الغذاء الرئيسية اليوم رأسا على عقب".
ووصلت درجات الحرارة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، مؤخرا.
وسجلت الصين رقما قياسيا، الأحد الماضي، عندما قفزت درجات الحرارة إلى 52 درجة في شمال غرب البلاد، فيما تكافح أوروبا حرائق الغابات والجفاف مع تسجيل درجات حرارة قياسية في بلدان مثل إيطاليا وإسبانيا واليونان.
وتوقع المركز الوطني للأرصاد بالسعودية استمرار تأثير ارتفاع درجات الحرارة حتى نهاية الأسبوع الحالي في 4 مناطق بالمملكة، لتتراوح بين 46 إلى 50 درجة مئوية.
وكان الرابع من يوليو الجاري الأكثر حرارة على مستوى العالم قبل أن يتم تجاوزه بسرعة في الخامس والسادس من الشهر ذاته، ليكون بذلك الأسبوع الأول من يوليو الأعلى حرارة، بحسب منظمة الأرصاد الجوية العالمية والوكالة اليابانية للأرصاد الجوية.
ويُتوقع أن يصبح يوليو 2023 الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، ليس فقط منذ بدء تسجيل درجات الحرارة إنما منذ "مئات إن لم يكن آلاف السنين"، بحسب كبير علماء المناخ في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، غافين شميت.
وهذه الظروف الجوية المتطرفة ستنعكس على المزارعين في مناطق إنتاج الغذاء المهمة، وفق وول ستريت جورنال.
وتشير الصحيفة إلى فساد المحاصيل في ولاية كانساس بسبب تعرض معظم مناطق الولاية للجفاف، ومن المتوقع أن ينخفض محصول القمح في الولاية بمعدلات تاريخية هذا الشتاء، وذلك بنسبة 22 في المئة، عن العام الماضي، بحسب وزارة الزراعة الأميركية.
وفي أوروبا، من المتوقع أن تكون غلة محاصيل القمح الإسبانية أقل 38 في المئة من متوسطها لخمس سنوات، وفقا لتقديرات المفوضية الأوروبية.
وفي إيطاليا، تشير التقديرات إلى أن الأبقار التي تعاني من ارتفاع درجات الحرارة ستنتج ألبانا أقل بنسبة 10 في المئة.
وقال تيم لينتون، أستاذ علوم الأرض في جامعة إكستر: "عندما يبدأ الطقس المتطرف بالظهور، قد تفشل الأماكن التي كانت بمثابة سلة خبز لمئات السنين".
ووفقا لدراسة نُشرت في مجلة المناخ والغلاف الجوي NPJ، كانت نسبة حدوث طقس متطرف في الغرب الأوسط الأميركي والصين في عام 1981 هي مرة كل 100 عام. أما الآن، يواجه المزارعون الصينيون خطر حدوث انتكاسات كبيرة مرتبطة بالطقس مرة كل 16 عاما، وفي الولايات المتحدة، يمكن أن يتسبب الطقس القاسي في إتلاف المحاصيل كل ست سنوات.
وستخفف التجارة العالمية من تأثير بعض التقلبات، إذ يمكن أن تعوض المحاصيل من الخارج المحاصيل المحلية الضعيفة. وستجد تقنيات الزراعة طرقا للتكيف، ويمكن تعديل البذور وراثيا للتعامل مع الحرارة والجفاف.
لكن الحقول الأكثر تعرضا لسخونة الطقس قد تضطر إلى التخلي عن إنتاج المحاصيل تماما لصالح المناطق الأكثر برودة.
وهذا الوضع أكثر صعوبة بالنسبة لنباتات معينة، مثل أشجار الزيتون التي تحتاج إلى 10 سنوات على الأقل لتنضج. ويقول المزارعون في إسبانيا، وهي منتج رئيسي لزيت الزيتون، إن حصاد هذا العام سيكون سيئا للغاية بسبب الحرارة الشديدة.
وارتفعت أسعار زيت الزيتون البكر الممتاز بنسبة 87 في المئة، خلال العام الماضي، ويرجع ذلك جزئيا إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير اعتيادي في عام 2022.
وأدت موجات الحر في أوروبا، الصيف الماضي، إلى ارتفاع أسعار الغذاء 0.67 في المئة، وفقا لتقديرات البنك المركزي الأوروبي. وبحلول عام 2035، يعتقد البنك أن درجات الحرارة المرتفعة ستضيف ما بين 0.92 و3.23 نقطة مئوية لتضخم الغذاء العالمي سنويا.
وجاء في تقرير سابق لفورشن أنه في الصيف الماضي، تسببت موجة الحر الشديدة في أوروبا في ذبول المحاصيل، وجفاف الأنهار، وبقاء العمال في منازلهم هربا من درجات الحرارة الحارقة، مما أدى إلى مفاقمة التضخم الذي أحدثته حرب أوكرانيا.
لكن على الرغم من أن تغير المناخ كان له تأثير ملموس على الأسعار، العام الماضي، فإنه لن يقارن بالتضخم بعد عقد من الآن، وفق فورشن.
وتوقع تقرير نشره في مايو الماضي البنك المركزي الأوروبي ومعهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة في أوروبا إلى تضخم الغذاء بنسبة 50 في المئة عام 2035.
ويمكن أن يضيف تغير المناخ نقطة مئوية واحدة للتضخم العالمي بشكل عام كل عام من الآن وحتى عام 2035، أما أسعار المواد الغذائية فيمكن أن تزيد نسبة تضخمها عن 3 في المئة سنويا حيث تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تدمير المحاصيل في العالم، وفق البنك المركزي الأوروبي، ومعهد بوتسدام.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة